تدنيس الإسلام من أبنائه

Abstract

الاثنين, 29 سبتمبر 2008 د. عبدالرحمن سعد العرابي* في الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لضيوف «جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة» مساء الاثنين الماضي، وضع حفظه الله (المبضع) على جرح (تئن) منه أمة الإسلام منذ بدايات مبكرة في تاريخها ألا وهو (تدنيس) وتشويه الإسلام من قِبل بعض (المنتمين) له.* يقول خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله: «أقول إن الصحيح أن الإسلام دنسوه مع الأسف أبناء الإسلام.. والإسلام منهم براء، الإسلام نقي مثل ما أنزله الرب عز وجل على رسولنا سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام».* هذه الكلمات هي (وصف) دقيق لواقع الأمة الإسلامية في أيامنا هذه. وهذا الوصف إنما هو (رؤية) فكرية (مستبصرة) وعميقة من (قائد) إسلامي كبير، تحتضن بلاده مقدسات المسلمين، وهي مهوى أفئدتهم، ومتجه قبلتهم في أهم أركان وشعائر الدين الإسلامي.* منذ البدايات المبكرة للإسلام وتاريخه يشهد سوء سلوك من بعض المنتمين له، وذلك إمّا بالتطرّف في الفكر أو الفتوى أو استباحة دماء المسلمين.وثلاثة من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم (قُتلوا) بهكذا (فكر)، وبهكذا (سلوك). كما أن الأمة الإسلامية شهدت (فتنة) مبكرة لازالت آثارها إلى يومنا هذا مؤثرة وفاعلة في التفريق بين المسلمين بظهور فرق الخوارج وأشباههم.* وإن كانت تلك المحن والفتن التي مرت بها أمة الإسلام في بداياتها المبكرة لم تتمكن من القضاء عليها؛ لأن الأمة كانت (فتية) ولها من (القدرة) ما يمكنها من تجاوز (الفناء)، إلا أن أمة الإسلام في أيامنا هذه من (الضعف) ما يجعلها في مهب الريح. فالجهل والفقر والتخلّف والفساد والفرقة أمراض تنهش جسدها بدون رحمة.* وهكذا (حال) يستدعي من أبناء الأمة معالجة تلك الأمراض والقضاء على أسبابها لا (تدنيس) الدين كما أشار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يرعاه الله بالتطرّف والغلو واستباحة دماء الناس حتى وإن كانوا (مخالفين).وقد أحالت هذه السلوكيات الأمة إلى استهداف من كل حدب وصوب خاصة بعد أحداث شؤم 11 سبتمبر.فالإسلام يحث على الإرهاب والمسلمون إرهابيون، هي الصورة السائدة بكل أسف في الدوائر الغربية، وهو ما أدى إلى تحويل أمة بأسرها إلى (مشتبه) ومشروع إرهاب.* وشهر رمضان يعتزم الرحيل وما بقي منه ليس سوى سويعات، ألم تفكر أمة الإسلام بفعالياتها الدينية والفكرية ومؤسساتها التعليمية والاجتماعية في وضع (استراتيجية) تستطيع من خلالها القضاء على (مسببات) الوهن الذي تعيشه، وتضع النقاط على الحروف في (إبعاد) المدنسين لها ولدينها لتكتفي شرورهم؟!.* إن ما (طرحه) خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من (رؤية) مع علماء ومفكرين إسلاميين كبار، ومن جوار بيت الله المعظم في بلده الحرام، إنّما هو طريق (خلاص) إن أحسنت الأمة بكل فعالياتها استثماره، فهكذا رؤية هي من قلب وعقل عُرف بالصدق والصراحة والطيبة.فاكس: 2875157 – جدةaalorabi@hotmail.com