استراتيجية لإستئصال الفقر

Abstract

استراتيجية لاستئصال الفقر فهد بن إبراهيم الدهيشي - 28/12/1428هـ Maher31@hotmail.com يُعد الفقر من أسوأ الظواهر الاجتماعية، كونه سببا رئيسا في كثير من المشكلات الاجتماعية، الصحية، الأمنية، وانتشار الفساد بجميع أشكاله وأطيافه، ودون حل هذه المشكلة، يصبح من الصعب التخلص من الآثار السلبية الجسيمة المترتبة عليه، ولكون الفقر ممقوتا جملة وتفصيلا وغير مرغوب فيه، نذكر بالمقولة المشهورة لعمر بن الخطاب (الفاروق) – رضي الله عنه – (لو كان الفقر رجلا لقتلته)، وفي الجانب الآخر، فإن الرفاهية والرخاء هما الوضع المحبب والمرغوب للنفس البشرية، عندما سأل نبي الله سليمان – عليه الصلاة والسلام – أن يهبه ملكا لا ينبغي لأحد من العالمين. بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين المشهورة إلى الأحياء الفقيرة في مدينة الرياض، واطلاعه مباشرة على حال بعض الأسر الفقيرة، وما تمخضت عنه هذه الزيارة من توجيهه – حفظه الله – بدراسة هذه الظاهرة، واقتراح الحلول لمعالجتها، وبذلك تم وضع الاستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر، وتم إقرارها، والموافقة عليها من قبل مجلس الوزراء، وتتضمن الاستراتيجية برنامجين رئيسيين، الأول برنامج الدعم التكميلي، لسد الفجوة بين الدخل الفعلي وخط الفقر، والثاني برنامج المساعدات الطارئة، للأسر الفقيرة التي تتعرض إلى حالات طارئة، مثل وفاة المعيل، سجنه، مرضه، وغيرها من الحالات الطارئة، إضافة إلى زيادة المخصصات للبرامج الخيرية المتعددة، ولما لهذه الاستراتيجية من أهمية كبيرة في معالجة بعض آثار الفقر وبسرعة عالية، إلا أنني أتمنى أن نتحرك إلى نقطة أبعد وأعمق من هذه في معالجة هذه الظاهرة، وذلك بتبني ووضع استراتيجية لاستئصال الفقر تعنى برامجها بالجانب الوقائي لحل هذه الظاهرة وليس الجانب العلاجي، استراتيجية فريدة وجريئة يكون لنا قصب السبق فيها، وتكون دولتنا مثالا يحتذى بها في دول المنطقة، والعالم أجمع، وأنا مقتنع تماما أن استئصال الفقر لا يحتاج إلى الأموال فقط، بمقدار ما يحتاج أيضا إلى أفكار متميزة ورؤى خلابة تبتكر أساليب ووسائل فريدة لحل هذه المشكلة، وأهم من هذه وتلك، توافر الرغبة الصادقة في القضاء على هذه الظاهرة. ولعلي أورد تطبيقا عمليا - على سبيل المثال لا الحصر – يستهدف الشريحة ذات الفقر المدقع – كأحد الحلول الوقائية المستدامة من الفقر، يتم تبني مشروع وطني لتوظيف سعوديين (كعمال نظافة)، التي تتطلب....