حب الدين وحب الوطن تلازم وارتباط
التاريخ
1-10-2006التاريخ الهجرى
14270908المؤلف
الخلاصة
حب الدِّين وحب الوطن تلازمٌ وارتباط عبد العزيز بن صالح العسكر /الدلم يربط بعض الكتاب بين مفاهيم لا رابط بينها، ونقرأ لبعضهم ذكورا أو إناثاً مقالات تحمل عبارات التأكيد على ما يرونه من التلازم بين تلك المفاهيم. ومن أكثر ما يتردد على ألسنة بعضهم وفي مقالاتهم الارتباط - كما يزعمون - بين الحماس للدين أو الحب القوي للدين الذي يقتضي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على نور وبصيرة وبين مفهوم: التعصب والتشدُّد ثم التطرف والإرهاب!! وقد قرأت لبعضهم إلقاء صفة (التطرف) على شاب بمجرد رؤية ملحوظة عليه في كلامه، وكاتب آخر يتهم عالماً كبيراً بالتشدد والتعصب لمجرد كون العالم وضح حكماً شرعياً لا يتوافق مع هوى الكاتب. وكاتب آخر يرى أبعد من ذلك؛ فهو يرى أن كل بيت قد دخله التطرف!! والدليل الوحيد لديه أن جميع بيوتنا قد صار فيها واحداً أو أكثر من الجنسين يمكن وصفه ب(المتديِّن)، مع أنني لا أرى هذا الوصف، فكل من يؤدي شعائر الدين يُعدُّ لديَّ متديناً. ويواصل الكاتب تحليله للموضوع ليصل إلى أنَّ تلك الظاهرة (وجود متدين في كل بيت) شيء غريب يجب متابعته ومراقبته (والحذر منه).. يقال ذلك في بلد إسلامي كل سكانه مسلمون وحكومته - بتوفيق الله وفضله - تحكم بشرع الله تعالى. وتبلغ الغرابة حداً كبيراً حينما أجد أن الدافع للكاتب الكريم في دعوته لمتابعة ظاهرة التدين والحذر منها وتوقعه لأن تؤول بأهلها إلى الإرهاب هو حب الوطن.. وهو بفعله ذلك - هداه الله - يظن أنّه يحب الوطن أكثر من غيره وأن من وصفهم بالمتدينين لا يحبون الوطن أو على أحسن الاحتمالات لا يحبون الوطن مثل حبه!! وفي ظني أن أكبر مشكلة سببت ذلك الفهم الخاطئ أن الفئة الضالة التي خرجت على الدولة وزعزعت الأمن كانوا من المتدينين.. فأصبح ديدن بعض حملة الأقلام أن ينسب كل رجل صالح أو عالم شرع إلى أولئك بمناسبة أو بغير مناسبة..!! يا أحبابنا: إنَّ حب الوطن جزء من ديننا وتفكيرنا، وهو مصدر الأنس والسعادة والطمأنينة لكل سعودي مخلص.. ومن أقوى الناس فهماً وتطبيقاً لذلك الصالحون الذين فهموا الدين فهماً صحيحاً وأنار الله بصائرهم ولم يستجيبوا لدعاة الضلالة من قريب أو بعيد. إنَّ كل مسلم عاقل يحب وطنه لأنه ولد على ثراه، ونعم بخيراته، وتعلم على يد علمائه، وعاش آمناً سعيداً مطمئناً على أرضه.. وهو يحب ولاة الأمر لأن في رقبته بيعة شرعية لهم ويحبهم لان الله تعالى أمره بذلك قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأمر مِنكُمْ} سورة النساء آية 59، والتلازم ظاهر بين المحبة والطاعة. والمسلم يطيع ولاة الأمر لأن رسوله - صلى الله عليه وسلم - قد أمره بذلك وحذره من الخروج عليهم. والرجل الصالح الذي فقه شرع الله يرى أن التعاون مع ولاة الأمر هو سبب كل خير للفرد والمجتمع، والخروج عليهم هو سبب كل شقاء وتعاسة وذل وهزيمة. وقد عبر عن ذلك علماؤنا في المملكة العربية السعودية وكرَّره المفتون بدءاً من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبد العزيز بن باز - رحمهما الله - وسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة.. وسمعنا منهم أن من واجب كل مواطن أن يدعو لولاة الأمر ويطيعهم وينصح لهم وأن يبتعد عن الفتن ويحاربها ولا يسمح لصاحب فكر ضال أن يوجد في بلادنا أو ينشر ضلاله فيها. كم يسعدنا ويملأ الفخر نفوسنا حينما نسمع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ووفقه لكل خير - يقول لكل من جاءه من القبائل من أنحاء المملكة (هذا ليس غريبا عليكم فنحن عرفناكم كما عرفنا آباءكم وأجدادكم ومواقفهم المشرفة مع الدولة، أما هذه الفئة الضالة فقلة قليلة ولن تسيء إليكم أو إلى ثقتنا فيكم). نعم: المجتمع السعودي مجتمع متدين يعتز بدينه ويحب وطنه وكما قال - حفظه الله - شيئان لا نقبل التنازل عنهما أو المساومة فيهما: الدين والوطن. يا أحبابنا: حينما يأمر عالم أو طالب علم بخير أو ينهى عن شر، فإن أكبر سبب لذلك حبه لوطنه وأهله ووالله إنَّ خوفنا على بلادنا وحبنا لأمنها ورخائها وسعادة أهلها شيء لا يقدر، وهو شيء يهون في سبيله كل جهد، ولن يدخر رجل صالح جهداً يفيد بلاده ويرقى بها إلا بذله بنفس راضية وهو يُردِّد مع مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله -: ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ فآواهُ في أكنافِهِ يترنم ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها تجبه فنون الحادثات بأظلم وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها وهل يترقى الناسُ إلا بسلم ولقد صدق الرافعي، فر
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
742599النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12421الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودعبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
محمد بن ابراهيم ال الشيخ
المؤلف
عبدالعزيز بن صالح العسكرتاريخ النشر
20061001الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية