هيفاء .. الإيجابية !

Abstract

اليوم سأحدثكم عن صورة جلية من صور الإيجابية في مجتمعنا. النماذج المعطاءة، التي تؤمن بالعمل، والحركة، والبذل لأجل هذا المجتمع، تأسرني، وتحرضني على الإيمان بأن كل ليل لا بد مهما طال أن يتبعه صباح أبلج ممتلئ بالبياض والبهجة والتجديد. التجديد، السنة الربّانية التي أقام الله الأرض عليها، في جريان الأفلاك، والأوقات، ومضي الأعمار، وتعاقب الليل والنهار. قبل بضعة أسابيع كانت فتاة سعودية تعمل في مجال الإعلام، تدعى هيفاء خالد، تقف وحيدة بقناعة راسخة، مفادها أن حقوق المطلقات منقوصة. لم تكن هيفاء، تملك إلا قناعتها تلك، ورغبتها في أن تقدم شيئاً لمجتمعها. كان بإمكانها أن تردد القناعة الشخصية في أوساطها الاجتماعية، التي مهما اتسعت، فإنها تبقى ضيقة بالنسبة إلى اتساع المجتمع كله… لكنها قررت أن تكون إيجابية باتجاه واسع، وفاعلة باتجاه مبتكر. شمّرت عن ساعد الجد، وأطلقت مبادرة الطلاق السعودي، بمجهود فردي. أسست موقعاً على الإنترنت www.saudidivorce.org ونشطت في المراسلات الإلكترونية، والتواصل مع المشايخ، والمسؤولين، والإعلاميين. عندما تدلف إلى الموقع تجد الراية السعودية ترفرف، وصورة الملك عبدالله وهو ينظر إلى عنوان الموقع. تقول هيفاء: أعرف حرص والد الجميع الملك عبدالله حفظه الله، على شؤون المواطنين، وبخاصة المرأة السعودية، فكيف إذا كانت مطلقة؟ لذلك اخترت هذه النظرة الحانية للوالد الملك. ضمن فكرة المبادرة، تتحدث تمشياً مع العناية الملكية الكريمة بالمجتمع السعودي النبيل في كل فئاته وشرائحه، وتفعيلاً لمضمون الأمر الملكي الكريم رقم م/78 بتاريخ 19/9/1428هـ القاضي في مضمونه بتطوير مرفق القضاء وإنشاء محاكم متخصصة منها محكمة الأحوال الشخصية تم بحمد الله إطلاق مبادرة وطنية تحت مسمى مبادرة الطلاق السعودي تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة الذي وافق يوم السبت 8 مارس 2008م راجية أن تلقى الصدى اللائق بها والمناسب لها من جميع أطياف المجتمع السعودي لما في ذلك من مصلحة عامة. أمس أطلق موقع المبادرة مسابقة بحثية توعوية بالتعاون مع مركز جدة للقانون والتحكيم جوائزها تبلغ 45 ألف ريال وتهدف إلى نشر الوعي الصحيح وتصحيح المفاهيم الخاطئة في الطلاق والحضانة. شكراً لهذا الجهد هيفاء.