الفضيلة في الفضائيات.. والجمعية الناشئة
التاريخ
10-10-2008التاريخ الهجرى
14291010المؤلف
الخلاصة
في منتصف الثمانينيات الميلادية من القرن المنصرم، أي قبل اثنين وعشرين عاماً، كان الطلبة السعوديون وبعض الطلبة العرب المبتعثون إلى الولايات المتحدة في تخصصات الإعلام المختلفة يختارون موضوعات لبحوثهم تتناول ظواهر التأثير السلبي للقنوات التلفزيونية التي تبث برامجها عبر ما يسمى ب(الكيبل). كان ذلك يحدث كثيراً أثناء دراستهم اللغة الإنجليزية قبل التحاقهم بالجامعات. يكتبون عن تأثير برامج العنف على الأطفال، أو تأثير مشاهد الجنس على أخلاق الناشئة، أو انعكاسات الجريمة على سلوك المراهقين، أو غير ذلك من موضوعات تستهوي الطالب السعودي والعربي المبتعث إلى بلاد يقتطع فيه التلفزيون وبرامجه جزءاً كبيراً من وقت المشاهد. وفي نظري أن اختيار المبتعثين لمثل هذه الموضوعات في السنوات الأولى من الابتعاث له سببان: الأول: تفشي مظاهر التأثير السلبي للبرامج التلفزيونية بشكل ملحوظ على سلوك أفراد المجتمعات الغربية، وخصوصاً الناشئة منهم. ويرجع ذلك الى اهتمام مالكي القنوات التلفزيونية بالوظفية الترفيهية على حساب الوظائف الأخرى لوسائل الإعلام، مثل التعليم، والتثقيف، والتوجيه، وغيرها. هذه الوظيفة الترفيهية اتخذت من مشاهد العنف أو الجنس (بكل أشكاله ومستوياته) محوراً رئيساً في البرامج التي تخدمها، وهو بالتالي ما يظنونه (وربما يكون صحيحاً في تلك المجتمعات) عامل جذب للجمهور والمعلن. الثاني: أن مثل هذه الظواهر السلبية كانت جديدة على الطلبة السعوديين والعرب، الذين لم تعرف بلادهم في ذلك الوقت البث المباشر، وانتشار القنوات التلفزيونية الفضائية كما هو حال الفضاء العربي اليوم. بعد ما يقارب ربع قرن من الزمان، شهد العالم العربي تحولات كبيرة تقودها وسائل الإعلام الفضائية، وما كتب عنه الطلبة المبتعثون أصبح حقيقة معاشة في مجتمعاتهم. فالقنوات الفضائية العربية، وبخاصة في السنوات القليلة الماضية، باتت تتنافس في تقديم الفجور والفساد الأخلاقي للجمهور، عن طريق البرامج المستوردة والمدبلجة، أو من خلال المشاهد (المحلية الصنع) المتضمنة لمظاهر الانحطاط الأخلاقي أو المعبرة عن السلوكيات الشاذة عن قيم المجتمعات العربية، أو الإعلانات التجارية المخلة بالذوق وآداب المهنة، أو النقل التلفزيوني للحفلات الراقصة في الملاهي الليلية، أو غير ذلك من مشاهد الرذيلية التي لا تخفى على ذي لب وعقل ونبل وفضيلة. هذا الفضاء الملوث يذكرنا بالدعوات التي....
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
743095النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13161الموضوعات
الاعلام - السعوديةالتعددية الدينية
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
حوار الأديان
وسائل الاعلام
المؤلف
محمد بن سعود البشرتاريخ النشر
20081010الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
العالم العربي
الولايات المتحدة
اوروبا
الرياض - السعودية
مدريد - اسبانيا
واشنطن - الولايات المتحدة