قرى بلجرشي ومن حولها تُثير جدلاً
Date
2008-10-28xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14291028Author
Abstract
الثلاثاء, 28 أكتوبر 2008م. صالح سعيد الخازم - بلجرشيتظل القرية العربية بتاريخها العريق أثيرة لدينا نحن العرب، نحملها في ذاكرتنا أبد الدهر، حيث ذكريات الطفولة والشباب والكهولة، وحيث مراتع الأهل والأحباب، وحيث تاريخ الآباء والأجداد. والقرية هي مهوى القلوب وراحة النفوس ففي ربوعها يظل نور التراث ذلك الموروث الثقافي الذي تنهل منه علماًَ وتاريخاً وأدباً وأخلاقا.وخلال هذه الأيام طفت على سطح الحياة في قرية بلجرشي مسميات يطلق عليها «الحديثة» فتم استبدال اسم القرية إلى حيِّ. حيث جاء في جريدة عكاظ يوم السبت 12- شوال – 1429هـ العدد 15386 في صفحة محليات العنوان «ضعاف النفوس طمسوا التسمية الجديدة من اللوحات الإرشادية»، وجاء تحته مباشرة بالخط العريض «تطوير القرى إلى أحياء يثير جدلا في بلجرشي» وقد أثار هذا جدلاً واسعاً حيث هناك فريقان: الأول مؤيد للتغيير بحجة ما يسمى التطوير، والثاني معارض حفاظاً على هوية القرية ولكنه لا يرفض ما يفيد أهلها وسكانها.لقد اتهم الفريق الأول الفريق الثاني بالعبث كونهم قاموا بطمس اللافتات الجديدة، وهذا اتهام لا يحق أن يصدر من الذين يشاركون في الحوار، فالحوار يجب أن يكون على مستوى المسئولية دون إلقاء التهم وإطلاق العنان للألفاظ، وتوصيف الآخرين بالعابثين وتحريض السلطات ضدهم، ولمّا كان الحوار يستوجب أن أكون مشاركاً فإنني من خلال موقفي كأحد أبناء الدار العليا من قرية الطّلقيّة التابعة لمحافظة بلجرشي، لا أؤيد العبث بما تفعله بلدية بلجرشي فهذا شأنها، ولا بد أن تنفذ ما تراه صالحا للناس، وعلينا جميعاً احترام ذلك لأنه صادر عن قيادات واعية وجادة داخل المملكة العربية السعودية فهدفنا جميعاً النهوض بمملكتنا الغالية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يحمل في وجدانه حب الشعب السعودي ويعمل بإخلاص منقطع النظير لراحة شعبنا، لذلك لا بد أن تكون هناك رُؤى حول هذا الحوار الدائر بين ما يسمى بالقرية والحي.وأنا أقول: إن القرية هي التي يوجد بها أهلها الأصليون الذين يكونون من لحمة واحدة، ينتسبون لها، ومن ذوي الأرحام، ولهم فيها مساكن وجبال وسهول وأودية ومراع وحقول، وغدران وخلجان، وأشجار وارفة، وجداول جارية. ولكل من أهل القرية بِير و»زَبِير» ومسارب ومشارب وحِمَى ورُبوع، كما أن القرية يكون بها عدة أحياء.(وجاء في لسان العرب أن القرية هي المساكن والأبنية والضياع وقد تُطلق على المُدن)، وبها حصون وقلاع ومساجد وملاعب واسعة للعرضة والأفراح، وتمتد القرية على مسافة كبيرة من الكيلومترات بين جبال، وقد يوجد بها حيوانات مفترسة وغيرها وبها الكثير من الغابات، ويمتاز أهلها بالكرم والشجاعة والنخوة والمروءة والنبل والعفة والحَميّة، وحماية غيبة الجار من أبناء القرية وسكانها إلى آخره من الصفات الإسلامية الحميدة.أما الحي فهو مجموعة من الأبنية يسكنها خليط من البشر من شرائح المجتمع، ليس لهم صلة أو قرابة مع بعضه البعض، ويوجد به مسجد وحديقة، ويفتقدون إلى الصفات القروية، ولا يملكون أكثر من منازلهم، ولا يمكن أن يكون في الحي قرية، حتى أن تسمية المجمَّعات داخل المدن الحديثة بالقرى خاطئ.واسم القرية ورد ذكره في القرآن الكريم في خمس وخمسين آية، ولنأخذ أمثلة على ذلك في قوله تعالى: «لتنذر أم القرى»، وقوله تعالى: «وتلك القرى أهلكناها لما ظلموا»، وقوله تعالى: «وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها».لذلك أرى أن المسألة لا تحتاج كل هذه الضجة المثارة وأن اسم قرية هو اسم أصيل وتراثي، وهو مدلول على الترابط والعفة والكرم والحَميّة، ولكي تنتهي هذه الضجة غير الرشيدة والتي أثارت حفيظة الكثيرين من أهالي بلجرشي، فالقرية هي مصدر الخير العميم؛
Publisher
صحيفة المدينةVideo Number
747330Video subtype
بريدxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
16624The name of the photographer
صالح سعيد الخازمDate Of Publication
20081028Spatial
السعوديةبلجرشي - السعودية