زيارة سمو ولي العهد إلى سنغافورة .. الإعلام الصهيوني يعبر عن قلقه إزاء ديناميكية السياسة السعودية الخارجية واتجاهها شرقا

Abstract

تكتسب الزيارات التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز و صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران اهتماما واسعا من قبل مختلف وسائل الإعلام العربية وهذا أمرطبيعي على اعتبار أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده من القادة العرب المسلمين ولكن الامر غير الطبيعي أن توضع هذه الزيارات في بؤرة اهتمام الإعلام الصهيوني الذي عبر علانية عن خشيته من التوجه الجديد للمملكة العربية السعودية وسياستها الخارجية لدرجة وصفها بالديناميكية.. فهي من جهة تحافظ على علاقاتها القوية مع حلفاء الأمس وتعمل على احياء وتفعيل علاقات جديدة مع الشرق... فمن جولة خادم الحرمين الشريفين التي زار فيها الصين إلى جولة سمو ولي العهد التي شملت اليابان وسنغافورة ...أمر دفع بالساسة الإسرائيليين حسب مراكز الأبحاث إلى الارتباك والخشية من هذا التحرك حيث لم يخف قادة الاحتلال نجاح المملكة في تحقيق المعادلة التي طالما عملت (إسرائيل) وحلفاؤها على افشالها وهي دفع الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط جدي على (إسرائيل) لإنجاز تسوية لأزمة الشرق الأوسط. وفي هذا السياق يعتقد بعض أنصار السلام في (إسرائيل) بأن« الضغط الدولي العنيف ينجح في تخليص المحتلين من أنفسهم. وأن يدا دولية حازمة فقط تقبض في نهاية الأمر أيضا على نواصي رؤوسنا وتطوح بنا لتعيدنا إلى البيت، ستنجح في تحريرنا من الاحتلال ومنحنا احتمالا معقولا للعودة إلى السلامة العقلية». ولدى استطلاع «الرياض» آراء عدد من المحللين السياسيين أكد هؤلاء بأن السياسة الخارجية السعودية سياسة ديناميكية وفاعلة تنتهج العقلانية في التناول والرؤية المنطقية في التحليل ناهيك عن خطاب معتدل عبر دبلوماسية هادئة في مواجهة الأزمات والسعي عبر الحوار والمفاوضات لتحقيق المصالح المتبادلة للأطراف المتنازعة في بؤر الصراع بدون التفريط في الحقوق الجوهرية لأي من هذه الأطراف. ورأى المحللون أن جولة خادم الحرمين الشريفين ومن ثم جولة ولي العهد إلى عدد من دول الشرق تعبر عن رغبة سعودية في تكريس دعائم السياسة الخارجية السعودية التي تستند إلى أسس وقيم عربية في مقدمها المساهمة الإيجابية في استقرار العلاقات بين الدول والإدراك العميق لحقائق توازن القوى مع المتابعة الدقيقة للمتغيرات على الساحة الدولية. ناهيك عن التزام سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم الاعتداء. وأيضا الدعوة للتضامن ومناصرة القضايا العربية بالإسهام الكبير في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية ودعم الصف العربي ونبذ الانقسام لتحقيق الأهداف المصيرية المشتركة في عالم تتنازعه الأحلاف والتكتلات.