لماذا أحببناهم ؟ ... قلوبنا تجيب
Date
20-9-2010xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14311011Abstract
لو سألني أو سألك أو سألنا سائلٌ من أي بلد جاء، ومن أي عرق كان، ولأي جهة ينتمي: لماذا تحبون حكامكم؟ وتدعون لهم في خطبكم وحفلاتكم؟ وقد سُئلتُ هذا السؤال حقيقة ً وسُئل غيري من أبناء هذا الوطن العزيز. لا أشك لحظة واحدة أن قلوبنا ستسبق ألسنتنا بالإجابة على مثل هذا السؤال الذي إجابته سهلة صعبة في آن واحد ! فهذا السؤال له إجابتان: الأولى صعبة، لا من حيث التفكير بها ومحاولة تجنب الخطأ والإتيان بالصحيح فيها، لا والذي فطر السماء، بل صعوبتها تتمثل في اختيار الأمثل من النقاط والأجمل والأقوى والأبلغ من الكلمات والجُمَل والعبارات لتبيان مسببات محبتهم. فهل نقول: إننا نحبهم وندعو لهم؛ لأنهم أبناء وأحفاد حُكام كرامٍ بررة سادوا وساسوا بلادنا وأجدادنا بشريعة الإسلام ومافيها من عدل ورحمة ومحبة بين حاكم ومحكوم؟ أم نقول: إننا نحبهم وندعو لهم لكريم الخصال التي يحملونها (وراثة) من أجدادهم سليلي هذه الأسرة الماجدة الخالدة، فالكرم كرمهم والجود جودهم والسماحة سماحتهم، ومَن يحصي خصالهم الكريمة؟ أم نقول: إننا نحبهم وندعو لهم لأنهم منا وفينا ولأننا منهم وفيهم؟ أم نقول: إننا نحبهم وندعو لهم لغيرتهم على الدين، ولإجلالهم للعلم وأهله وتوقيرهم للعلماء؟ وهذا مشهود ومعلوم في السر والعلن ولله الحمد. أم نقول: إننا نحبهم وندعو لهم لأنهم بحنكتهم وحكمتهم المتوارثة كابراً عن كابر صنعوا مكانة لهذه الدولة المباركة وجعلوا لها صوتاً مسموعاً في المحافل الدولية، وهيبة وقدراً أقر بهما البعيد والقريب الصديق والعدو؟ أم نقول: إننا نحبهم وندعو لهم لأنهم يصرحون مراراً وتكراراً، ليلاً ونهاراً أن أمن الوطن والمواطن، ورخاء ورغد عيش المواطن، وبالتالي سعادة المواطن هي الهم الأكبر بالنسبة لهم؟ وأما الإجابة السهلة البسيطة القصيرة الموجزة فهي: أننا نحبهم لأن حبهم واجب علينا وكفى. وكل من عرفَنا وعَرَف وطننا أو عايشنا وتعايش معنا فلاشك أنه يعلم سبب وجوب محبتهم - أعزهم الله وأبقاهم عزاً لنا -، وأما مَن جهل أو (تجاهل) السبب فلنخبره من قلوبنا قبل ألسنتنا أن (محبتهم وطاعتهم) أوجبهما ديننا الذي أمر بطاعة ومحبة ولاة الأمرالذين يتصفون بكل ما سبق، وأذكرها له بل وزده فلم أذكر إلا القليل. إن محبة ولاة الأمر والإقرار بفضلهم تستوجبان الدعاء لهم، ولذلك الكثير من الشواهد، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتُصَلون عليهم ويُصَلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم. قال: قلنا: أي رسول الله، أفلا ننابذهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) رواه مسلم. وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: (لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام، قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: متى ما صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد). وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات). ومضة: تمسُّكُنا بشرع الله وحُبنا لحكامنا وحُبهم لنا إن شئت فقل: هما الثروتان الحقيقيتان لنا، وإن شئت فقل: هما الصخرتان اللتان تتحطم عليهما أي محاولةِ إخلالٍ بأمننا، وإن شئت فقل: هما النعمتان العظيمتان اللتان يَحسدُنا عليهما ملايين البشر...! Al-boraidi@hotmail.com
Publisher
صحيفة الجزيرةVideo Number
752599Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
13871Personals
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
Topics
الاخلاق الاسلاميةالسعودية - الاحوال السياسية
القيم الاسلامية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
The name of the photographer
عبدالله بن إبراهيم بن حمد البريديDate Of Publication
20100920Spatial
السعوديةالرياض - السعودية