جولات المليك: المعنى والهدف!

Abstract

رأي المدينة لابد للمراقب أن يلاحظ مدى الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في دعم السياسة الخارجية السعودية، وتفعيلها في اتجاه خدمة المصالح الحيوية للمملكة، ودعم القضايا العربية والإسلامية من خلال جولاته إلى الدول الكبرى، والدول المتقدمة، في مجالات الاقتصاد، والعلوم، والصناعة، بدءًا من تسلّمه مقاليد الحكم قبل خمسة أعوام، حيث أصبحت تلك الجولات تشكل إستراتيجية في الدبلوماسية السعودية، ومظهرًا من مظاهر تلك الدبلوماسية الناشطة؛ بما حققته من نقلة نوعية على صعيد دعم العلاقات السعودية مع تلك الدول، ونقلها إلى مستوى الشراكة في كافة المجالات. جولة خادم الحرمين الشريفين الجديدة التي تؤكد على هذا التوجّه، والتي تشمل الولايات المتحدة، وكندا، وفرنسا، والمغرب، تكتسب أهميتها كونها تتم في توقيت دقيق تواجه فيه عملية السلام في الشرق الأوسط تحديات متزايدة في ضوء الموقف الإسرائيلي المتعنّت لحكومة نتنياهو، سواء فيما يتعلق بمواصلتها حصار غزة، أو استمرارها في التوسّع الاستيطاني في الضفة الغربية، وفي القدس الشرقية، إلى جانب التطورات الأخيرة في الملف النووي الإيراني، والحالة العراقية. الجولة الراهنة تكتسب أهميتها أيضًا بالنظر إلى الثقل السعودى المتزايد، الذي أثبت قدرته على إيجاد موقف إيجابي لدفع المجتمع الدولي للعب دور أكثر فاعلية إزاء قضايا المنطقة، وكسب أرضية كبيرة للتأييد الدولي لهذه القضايا؛ بما يساعد على توطيد دعائم الأمن الاستقرار الإقليمي والدولي.حرص خادم الحرمين الشريفين في كافة جولاته الخارجية على أن تشتمل تلك الجولات على زيارة دولٍ عربية أو إسلامية شقيقة، يؤكد على الأهمية التي يوليها لتوطيد علاقات المملكة مع محيطها العربي والإسلامي، والتأكيد على أن السعودية تنشد التوازن في علاقاتها مع دول العالم، شرقًا وغربًا، بحيث لا تكون العلاقة بدولة معينة على حساب دولة أخرى، أو أن تتخذ شكلاً من أشكال التحالف الذي يستهدف أي دول أو دولة أخرى، تأكيدًا على الدور السعودي الذي ينشد تحقيق التعاون المشترك، ويحقق المصالح المتبادلة مع كافة دول العالم في ضوء الرسالة المناطة بمملكة الإنسانية لنشر قيم الحوار والتسامح والاعتدال المستمدة من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.