الملك عبد الله يهدي شعب البحرين مدينة طبية : نقول للاخر إننا وطن وشعب واحد

Abstract

وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رسالة قوية في دلالتها حين أكد على وحدة شعبي السعودية والبحرين وارتباطهما بمصير واحد. وقال موجهاً خطابه لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال حفل الاستقبال الرسمي الذي أقيم له في قصر الصخير بالمنامة أمس أشكركم على مشاعركم الكريمة تجاهنا، وتجاه بلدكم الشقيق المملكة العربية السعودية وشعبها، وهي مشاعر لها مكانها الرحب في نفوسنا، وتصونها روابط الدين، والتاريخ، والمصير المشترك، بين بلدينا وشعبينا. واليوم - أيها الأخ الكريم - تأتي زيارتنا هذه لا لتضيف جديدا، بل لتقول للآخر إننا وطن وشعب واحد في السراء والضراء. ووجه خادم الحرمين ببناء مدينة طبية تتبع لجامعة الخليج العربي بالبحرين هدية باسم شعب المملكة العربية السعودية لاشقائه شعب مملكة البحرين ولدول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة بمبلغ مليار ريال سعودي. وعقد خادم الحرمين وملك البحرين قمة في المنامة أمس، أكدا خلالها أهمية استمرار التنسيق والتشاور حول آخر التطورات والمستجدات في كافة المحافل الإقليمية والدولية. كما بحث المليكان سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتاريخية بين البلدين والقضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأشاد ملك البحرين بالدور المهم الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين في دعم القضايا العربية والاسلامية ونصرتها في مختلف المحافل واللقاءات العربية والدولية. وكان الملك حمد قلد خادم الحرمين الشريفين وسام والد الجميع الشيخ عيسى بن سلمان ـ رحمه الله تقديراً وعرفاناً لما قدمتموه وتقدمونه لنا وللأمتين العربية والإسلامية من إسهامات جليلة كما قلده الملك عبدالله قلادة الملك عبدالعزيز. وسيطرت الزيارة التاريخية لخادم الحرمين لمملكة البحرين أمس على اهتمام البحرين إذ حظيت بحفاوة رسمية وشعبية كبيرة عبرت عنها الاحتفالات الشعبية الواسعة التي عمّت المحافظات الخمس في البحرين كما ترافقت مع إطلاق المدفعية 21 طلقة تحية لخادم الحرمين. واستحوذ السيف الشهير الأجرب على مساحة واسعة من الاهتمام، إذ قدمه الملك حمد هدية لخادم الحرمين ليعود إلى مستقره بعد أن أمضى في البحرين نحو 140 عاما. وقال ملك البحرين أثناء تقديمه السيف بهذه المناسبة الكريمة يسعدنا ويشرفنا باسم الأسرة الخليفية قاطبة أن نقدم لكم السيف الملقب (بالأجرب) سيف جدكم الإمام تركي بن عبدالله آل سعود والذي كان لنا شرف الاحتفاظ به ما يقارب المائة وأربعين عاماً منذ أن أرسله ـ وحفظ كأمانة- الإمام سعود بن فيصل آل سعود إلى أخيه الجد الكبير الشيخ عيسى بن علي آل خليفة. ولفت الملك حمد إلى أن قيمة السيف تعود إلى أنه علامة ثقة بين البلدين ودلالة أخوة بين البلدين منذ قيامهما، وقال ولقد ظل هذا السيف رمزاً من رموز العائلة الواحدة والأصل الواحد والموقف الواحد على مر السنين وقد ارتأينا بهذه المناسبة المباركة أن يكون مكانه بين أياديكم الكريمة تذكاراً لما بناه الأولون وأمانة خالصة للأخوة الحقيقية والتاريخية بيننا وللتكاتف والتلاحم بين الشعبين السعودي والبحريني. ورد الملك عبدالله إن سيف الإمام تركي، مؤسس الدولة السعودية الثانية، والذي تقدمونه اليوم لأخيكم، بما يحمله من رمزية تاريخية بالنسبة لنا ولكم، يعبر عن مكارم الأخلاق والقيم التي حفظته وصانته وأكرمته عندما حل في وطنه الآخر البحرين، وشكرا لكم، ولأهلنا شعب البحرين الشقيق. ويؤكد هذه العلاقة ما ينقله الباحث قاسم الرويس، استناداً إلى مراجع محكمة، في حديث إلى الوطن، أن الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أراد ان يعيده إلى الملك عبدالعزيز سنة 1358هـ، إلا أن الملك عبدالعزيز آثر به آل خليفة وقال اتركوه عندكم للذكرى، موضحاً أنه من أشهر سيوف آل سعود لشهرة فارسه وصلابة ساعده ودوره التاريخي الفذ، فضلاً عن أنه ذكره في قصيدتين هما المرويتان عنه. وعرّض الملكان برفقة الأمراء والمشايخ على عرضة ألفها الشاعر ساري خصيصاً لهذه الزيارة، حيث التفع كل ملك بعلم البلد الآخر تأكيداً على رسالة الوحدة والتضامن والشراكة الثابتة. وكانت الطائرة الملكية السعودية حطت أمس بقاعدة الصخير الجوية. وكان ملك البحرين في مقدمة مستقبلي زعيم الأمة العربية في بلده الثاني. وعندما وصل الموكب الملكي لقصر الصخير، الذي شهد استقبالا حاشدا في العقود السابقة، بين الملك عبدالعزيز وحاكم البحرين الأسبق جد العاهل البحريني، أعاد ملك البحرين حمد بن عيسى التذكير بالعبارة الشهيرة التي أطلقها الملك عبدالعزيز بقوله إن القلوب مجتمعة إلى يوم الدين. كما ألقى الشيخ ناصر نجل العاهل البحريني قصيدة بعنوان عز وفخر.