سوها يا عبدالله

Abstract

في معرض لقاء خادم الحرمين الشريفين - أطال الله عمره - مع المشاركين في الحوار الوطني لخَّص شعار مرحلة نعيشها اليوم حين قال:لقد دخل الحوار كل بيت سعودي. وهذا بالفعل ما حدث اليوم، لقد زرع الملك عبدالله منذ توليه الحكم بذور الحوار وعلى مدار سنوات حكمه تمت رعاية هذا الحوار، وحراسة أمنه حتى صار زرعه مشهوداً في المنزل السعودي والمنبر والمجلس والصحافة السعودية. نبت الحوار بطيئاً في صدور البعض، حتى ظننا أن لا فائدة منه، وسريعاً في صدور البعض حتى ظننا أنه سيحرق الزرع، لكنه ظهر أخيراً بمقاييس الملك عبدالله ناهضاً بالهدف واثق الخطا حتى وصلنا، فأين وصلنا؟ وجدنا أنفسنا أمام خطاب وطني يتسع وتتعدد رؤاه وتعلن نواياه التنويرية. وعبر الصحافة السعودية انعكست صورة حوار كبير وصحي وحر، وعناوين حراك مجتمع تتبدى في عناوين مقالاته النقدية وندواته في الجنادرية ومؤتمرات مكافحة الإرهاب وندوات الحوار الوطني، ومحاضرات نقدية وأدبية هنا وهناك في مختلف مناطق المملكة. لأول مرة نشعر بأن روح الشقاق والإقصاء تتقلص لمصلحة روح الحوار والتعددية والإخاء، فيما تتراجع القيم المتطرفة، وكثير منا تخلى عن التحزب للجماعة وصار يتحزب للحق، وخطاب ديني عاموده المحبة والسلام. إن ما تعيشه السعودية اليوم في خطابها النقدي الجديد الطامح إلى وحدة وطنية يدعو إلى عدل بين المذاهب والرجال والنساء، هو خطاب يتطور لأن إرادة سياسية يقودها الملك عبدالله - حفظه الله - تريد لهذا الخطاب أن يتطور وأن يخرج من كهوف الصمت والسرية، والمؤامرات والشعور بالمطاردة ليتفتح تحت الشمس، فليس غير الشمس والوضوح والشفافية دواء للأوهام والخرافات والطنطنات المحسوبة شعارات، والمتلبسة بالخرافات والتوترات النفسية. ما نعيشه اليوم يذكرنا بعبقرية فريدة ظهرت في زمان مختلف ووحدت قبائل من البدو وأقاليم من الحضر تحت شعار دولة حديثة، هي عبقرية الموحد عبدالعزيز التي نجحت في مواجهة ثالوث الجهل والفقر والتخلف آنذاك، وتصدت لمعارضات الملك عبدالعزيز مع عقلية الجهل والخرافة التي وقفت في وجه تحديث الدولة، ما جعل من عبقرية الملك عبدالعزيز فرادة تخصه لوحده في زمن التأسيس. كما يسجل التاريخ في عهد الملك فيصل عبقرية قيادته لأهم حركتين اجتماعيتين في خضم تحديث الدولة وهما تحرير العبيد ومدارس البنات. اليوم ونحن ننظر إلى عهد الملك عبدالله الذي يمر بحراك فريد يتوحد فيه شعبه حول محبته ورمز وحدته، نشعر بأننا في عهد ملك يحمل من جذور فرادته، ما يؤهلنا لأن نعلق عليه آمالاً كبيرة، ونهجس بأن الملك عبدالله قادر على أن يعبر بنا نحو مفصلية أخرى ستتذكرها الأجيال القادمة. فلماذا لا يكتب التاريخ أن المرأة قادت سيارتها في عهد الملك عبدالله، وأن قيادة المرأة للسيارة كما كان في خروجها لطلب العلم في عهد الملك فيصل، شعار لإطلاق النساء من قمقم عزلهن وتهميشهن، لذا نقول بصوت تسعة ملايين امرأة سيرفعن شيلاتهن كما في فزعة البدو ويصحن بك:سوها يا عبدالله. balbishr@gmail.com