المملكة العربية السعودية.. خيرة الله للحرمين الشريفين
Date
2011-01-06xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14320202Abstract
إن المتأمل للدولة السعودية الثالثة التي بدأت نواتها تتشكل في الرياض منذ عهد الملك عبدالعزيز يلحظ أنها كانت تستند إلى رسالة كانت أساس تكوينها في دوريها الأول والثاني وطالما حققت بتلك الرسالة انتصارات فاقت إمكاناتها. لقد ولدت تلك الرسالة عام 1157هـ فيما عرف باتفاق الدرعية بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله فيما عرف باتفاق السيف والقلم على نشر الدعوة الإصلاحية لتنطلق الدولة السعودية الأولى بالدعوة الإصلاحية إلى أنحاء الجزيرة العربية والعراق والشام ولتعم آثارها العالم الإسلامي، ثم إن الأسرة السعودية أصبحت في دور الدولة الثالث تمثل الزعامة والرسالة معًا فقد ترسخ لدى الجميع بأنها بيت قيادة سياسية ودعوة دينية فهي أصبحت ملاذًا لكل ناشد للعدل والإصلاح من المظلومين والغيورين من أبناء الجزيرة العربية لماضيها الذي عرفوه ووجدوا فيه الروح الرسالية فكانوا يقصدون الرياض يشكون أحوالهم إلى الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. إن أربعة وعشرين عامًا لتكوين دولة مترامية الأطراف ذات طبيعة صحراوية قاسية وبإمكانات جد فقيرة لتدل دلالة واضحة على أن باني هذه الدولة مدعوم أولًا وأخيرًا بتوفيق الله فهو «رجل موفق» وتعني أيضًا أنه صاحب رسالة تمتلك القلوب قبل أن تمتلك السواعد. لنسأل أنفسنا السؤال التالي: كيف سيكون عليه الحال في الحرمين الشريفين اليوم لو لم تكن المملكة؟ إن السؤال يقودنا إلى دراسة الأوضاع الأمنية والاقتصادية للحجاز أما الأوضاع الأمنية فإننا نعرفها من خلال كتابات بعض الكتاب من حجاج بيت الله الحرام ومن الحكايات التي كان يتداولها الآباء والأجداد عن الأمن في الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وهي تنبئ عن أمر خطير وهو أن قطع الطريق وانعدام سلطة حازمة من ملك الحجاز وسواه كانت هي الشكوى المريرة من حجاج بيت الله الحرام حتى في محيط مكة المكرمة والمدينة المنورة هذا إذا ابتعدنا عن بعض الحكايات التي تتعلق بالأمن في الأنفس والأموال داخل المدينتين المقدستين. أما الحالة الاقتصادية فإننا نعرف جميعًا أن إقليم الحجاز الجغرافي لا تتوفر فيه الثروات الزراعية والمعدنية التي تكفل له موارد اقتصادية تكفي حاجة ساكنيه بل كان يعتمد اعتمادًا أساسيًا على أموال الصدقات التي يأتي بها المحملان الشامي والمصري وكذلك الضرائب التي تؤخذ على حجاج بيت الله الحرام وكذلك صدقات بعض المحسنين في العالم الإسلامي فالمدارس على قلتها التي تعد على أصابع اليد الواحدة اعتمدت على محسنين إما من الهند أو سواها فكيف سيتم التعامل مع حجاج يعدون بالملايين وليس بعشرات الألوف كما كانوا في ذلك الوقت؟ يلزمنا أن نرصد حاجاتهم للخدمات الصحية والاجتماعية والإسكان والمواصلات والأمن والتنظيم، والأهم توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر والجمرات والطرق الواسعة (حبذا لو رصد الخبراء تكاليف المشروعات التي انقضت لرعاية الحجاج فقط) فما بالك بالمشروعات التي شهدتها المدينتان المقدستان وما حولهما وما أنفق على الطرقات والمنافذ لخدمة الحجاج والمعتمرين. هل ستكفي ميزانية الحجاز للإنفاق على الحرمين الشريفين أم يترك الأمر لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لتجتمعا وتتفقا وقل أن تتفقا على أمر. إن ما أنفق وينفق على الحرمين الشريفين من مبالغ طائلة لن تقره القمم العربية والإسلامية ولن يصل الحرمان الشريفان إلى جزء مما وصلا إليه ولو اتفقت القمم لأننا لم نجد فيهم إلا من يبحث عن أهداف ومقاصد دنيوية وهم لم يتفقوا على أمر فكيف بهم يتفقون على العمران وهم لم يعمروا بلادهم. إن حرص ولاة الأمر في هذه الدولة المباركة على الحرمين الشريفين لا يمكن لأحد أن يلم به الإلمام الكامل فهم منذ أن دخل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مكة المكرمة وهو يعمل بكل ما أؤتي من جهد وكل ما امتلكه من مال جعله في خدمة الحرمين الشريفين ورعاية مواطنيه والمسلمين عامة. واستمر الاهتمام بالبلاد والعباد وخصوصًا الحرمين الشريفين وتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية في ظل شح الموارد، ثم كانت عمارة الحرمين التي توالت في عهده وعهود أبنائه سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله والصورة اليوم تغني عن القول فها هي التوسعة للمسجد الحرام تذهل كل راء لها أربعون مليار ريال لتوسعة وعمارة المسجد الحرام في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله فبربكم هل سيعقد مؤتمر قمة إسلامي لرصد هذا المبلغ وهل سيتفقون على ذلك؟ فما بالك بتوسعة المسجد النبوي؟ وبناء جسر الجمرات؟ وقطار المشاعر؟ وقطار الحرمين؟ وإسكان منى؟ الخ... حقًا إن المملكة العربية السعودية هي خيرة الله للحرمين الشريفين والله أعلم حيث يجعل رسالته.عبده محمد القوزي- شيخ قبائل القوازية - القنفذة
Publisher
صحيفة المدينةVideo Number
759502Video subtype
بريدxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
17424Topics
الاسلامالرياض - الإدارة العامة
العالم الاسلامي - الاحوال السياسية
المساجد
المسجد الحرام
المسجد النبوي
المشاعر المقدسة
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
Organization
جامعة الدول العربيةمنظمة المؤتمر الاسلامي
Date Of Publication
20110106Spatial
السعوديةالعالم الاسلامي
الرياض - السعودية
المدينة المنورة - السعودية
مكة المكرمة - السعودية