لمن ينتقدون مبارك

Abstract

مازن السديريفي الأسبوع الماضي ذكرت عن تشابه غير مباشر بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري حسني مبارك وعلى قدرتهم على الابتسامة رغم صعوبة ظروفهم.. أزيد في استغرابي على سعة صدرهم الواسعة والتي تتحمل بذاءة المعارضة ووقاحتها مع أن الرئيس مبارك هو من سمح بهذا الهامش من الحرية. مازن السديريفي الأسبوع الماضي ذكرت عن تشابه غير مباشر بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري حسني مبارك وعلى قدرتهم على الابتسامة رغم صعوبة ظروفهم.. أزيد في استغرابي على سعة صدرهم الواسعة والتي تتحمل بذاءة المعارضة ووقاحتها مع أن الرئيس مبارك هو من سمح بهذا الهامش من الحرية. أتذكر أن قناة الجزيرة كانت تعطي رجلا اسمه (وجدي غنيم) ساعة يوميا أثناء أحداث غزة ليشتم الرئيس مبارك يوميا, (وجدي غنيم) هذا كان يشتم وهو يعلم أن مبارك لن يطارده استخبراتيا وأن هذا السلوك ليس من أفعال مبارك.. طال لسانه وادعى الشجاعة مع أنه خرج ذليلا صغيرا على التلفاز ليترجى ملك وشعب البحرين ليعفوا عنه ويعود للمنامة, وكان سبب طرده هو أن نوابا متدينين كويتيين عثروا على شريط مسجل لوجدي غنيم أثناء غزو الكويت يصف فيه الشعب الكويتي الشقيق بما ترفض هذه الصحيفة من نشره.. في المقابلة التي تذلل فيها وجدي لم يعتذر ولكنه ادعى أنه نسي ما قال. مبارك هو الرئيس العربي الوحيد الذي تقيم معارضته وتصدر صحفها في الداخل دون الحاجة للتشرد حول العالم.. مع مناخ حر وواسع ظهرت كفاءة مبارك وتفوقه على المعارضة.. أحد المعارضين يعد كل مواطن بمبلغ معين وسيارته بالتقسيط وآخر يعيش في زمن الطرابيش.. معارضته لسان بلا برنامج وأغلب الحديث هو كره شخصي, والمخيف أكثر أن المعارضة لا تملك وعيا لقيمة التقارب العربي وقيمة مصر في ريادة العرب, مبارك أثبت خطأ عبدالناصر في تصادمه مع الأنظمة الملكية غير المبرر ونسيان السادات لقيمة مصر العربية.. عندما غضب البعض لمباراة كرة قدم هدأ الشارع مع أنها فرصة لطرح العنتريات ثم ذهب ليعزي نظيره الجزائري الذي قابله مع الصحافة الجزائرية بكل احترام ومحبة. لكن مصر الاقتصادية كيف تسير في زمن مبارك مع عدم إغفال التزايد السكاني السريع في مصر الذي يمتص موارد التنمية.. دخلت أيضا المصارف العالمية الكبرى مصر مع سيولتها مثل (أج أٍس بي سي, بن بي باريبا, سوسيتي جنرال, كردي أجركو, ستي بنك, بركليز, كردي سويس) بالإضافة للتسهيلات للمستثمر الأجنبي وخصوصا العربي, ولكن تبقى نسبة الفقر عالية والبطالة والأمية.. عدد السياح منخفض نسبيا بالنسبة لممتلكات مصر الأثرية والطبيعية (أقل من تونس) وأقل بنسبة عشرين مرة من فرنسا رغم ما هو متاح لمصر من إمكانيات. ثلاثون عاما أدارها مبارك لمصر خطت فيها أكبر الخطوات الاقتصادية من خصخصة وشفافية اقتصادية وانتعاش الحركة التجارية ودخول سلع ثمينة تدل على ارتفاع القدرة الشرائية ولكن مازالت الأمراض المزمنة موجودة مثل الفقر والبطالة والأمية والتي ذكر (زاهو زينغ) وهو من بنى نهضة الصين أن (الصبر هو مر التنمية) فهل يكون مبارك هو نظيره العربي.. ذلك الطيار الذي سلم قصور الرئاسة للمتاحف ليكتفي ببيته الصغير.