عصر الملك عبدالله ومكتسبات لن تزول
Date
2010-09-27xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14311018Author
Abstract
ونحن نحتفل بيومنا الوطني المجيد، لا بد أن نتوقف قليلاً لنتأمل، فبعد ثمان وسبعين سنة من قيام المملكة العربية السعودية في 1932 لابد أن نستعرض هذا الكيان الذي نحن أبناؤه، لنعرف على أي أرض نقف، لكي ونحن نحتفل بيومنا الوطني المجيد، لا بد أن نتوقف قليلاً لنتأمل، فبعد ثمان وسبعين سنة من قيام المملكة العربية السعودية في 1932 لابد أن نستعرض هذا الكيان الذي نحن أبناؤه، لنعرف على أي أرض نقف، لكي نستوعب الماضي فننطلق منه فنعرف كيف نشكل حاضرنا، ونستشرف منه المستقبل حيث طموحاتنا وأحلامنا التي تسكن فيه. يكفي الملك عبدالعزيز رحمه الله أنه أسس لنا دولة من لا شيء، لا شيء حقيقي، ولكي يتم هذا التأسيس فقد اضطر لمواجهة العديد من التحديات المختلفة المولودة في ظروف صعبة، فمن التحديات السياسية في الخارج إلى التزمت والانغلاق في الداخل، فالأمر كان كحال المحبوس بين النار والغار كما يقول المثل النجدي، لم تكن الأمور تسير على خطة منضبطة أو وفق برنامج معد، لكن المعجزة حدثت في النهاية وتكونت الدولة، ثم ما زال أبناء عبدالعزيز من بعده يواجهون التحديات التي تتجدد وتتشكل وتختلف مع كل ملك جديد، فخاضت المملكة العديد من الحروب الدموية التي سقتها بدماء أبنائها للحفاظ على هذا الكيان الذي يستشعر أبناؤه تلك الرغبة المحمومة في الحفاظ عليه بالنفس والنفيس وأرواح الأبناء حتى. اليوم نحن في عصر الملك السادس من قيام الدولة، الملك عبدالله والذي استطاع أن يلون صورة المملكة بألوان جديدة وألبسها أثواباً جديدة تزهاها، وقد كتبت وكتب غيري الكثير عن مزايا عصر الملك عبدالله التي لا يستطيع منصف أن ينكرها، فهو عصر وقفت فيه المملكة لمنازلة تحدٍ جديد قديم، ألا وهو عدوها الكلاسيكي &التطرف& وشقيقه &التزمت& وابن عمه &الانغلاق& إلا أن الملك عبدالله ورجاله واجهوا هذا العدو بالتخطيط الاستراتيجي والنظرة البعيدة، لا بالتكتيك المرهون باللحظة، ولهذا نجح فرأينا البلد تتغير فعلا للأحسن، ولا يمكن لراصد معتدل أن يقول إنها هي ذاتها منذ عشر سنين، بل هي ليست نفسها منذ خمس سنين. لقد خطا عبدالله بن عبدالعزيز بهذه البلاد خطوات متأنية، لكنها أكيدة نحو الانفتاح على العالم والاستفادة من معطيات الحداثة والمشاركة في عيش روح العصر ومشاركة البشر في الأخوة الإنسانية التي تسعى للتوحد ونبذ الانغلاق والعنف والكراهية والحروب، نحو التمدن وتقطيع حبال التخلف، نحو محاربة الفساد وحقوق الإنسان وحرية الرأي، نحو كسر حدة الطائفية التي فرضت نفسها بقوة في بلادنا لعقود فاجتمعت قلوب أبناء الوطن تحت راية واحدة. مرة أخرى أسأل المراقب المعتدل: هل يرى أن مشاعر أبناء مناطق المملكة تجاه بعضهم، وهل نظرة أبناء الطوائف المذهبية المختلفة في المملكة، هي نفسها اليوم كما كانت من قبل؟ بالتأكيد: لا. سيقول البعض إن تلك الخطوات التي سار فيها الملك وتلك الأحلام الجميلة لم تتحقق كلها، الأحلام لم تكتمل بعد، ويمكن لآخرين أن يستشهدوا بحوادث وقصص تتعارض مع خط التفاؤل الذي أسير فيه، هناك طائفية وهناك فساد ما زال يتحرك وينهب المال العام، هناك متطرفون ما زالوا يعملون ويخططون ويفسدون، هناك محسوبيات إلخ. وأنا أقول إن هذا صحيح، لكن يكفي عبدالله بن عبدالعزيز أنه وضع أقدام هذه البلاد في الإتجاه الصحيح. إن الذين يعملون لا يتوقعون أن يتم ما خططوا له في لحظة واحدة أو في طرفة عين، والاعتراض لا يأتي عادة ممن يعمل، الاعتراض والاحتجاج يأتي في الغالب من المستفيد من الفساد، نفسه، أومن الخاملين الذين لا يريدون أن يتحركوا لفعل أي شيء، وإنما يكتفون بإبداء الملاحظات، لأنهم لا يعرفون قيمة العمل ولا كيف يتم التعامل مع الإنجاز، وهذه الخطوات ستحسب له وتدون في رصيده وسيشهد له التأريخ بها. لكن ما أود إضافته في هذه المقالة أن تلك الخطوات لم تكن سيراً أفقياً على السطح، بل كانت مع ذلك، خطوات عمودية تحفر في عمق الأرض، وتمتزج بالهوية الثقافية للمملكة، مما حقق لنا مكتسبات حقيقية، وهذه المكتسبات لن تزول ولن نرجع إلى الوراء مهما امتد بنا الزمن، بل سنسير منها إلى الأفضل بإذن الله.
Publisher
صحيفة الوطنVideo Number
762665Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
3650The name of the photographer
خالد الغناميDate Of Publication
20100927Spatial
السعوديةالرياض - السعودية