مزارع الاحساء تنتج أكثر من 60 نوعا يتقدمها الخلاص

Abstract

يعتبر الكثيرون موسم الصرام مهرجانا سنويا لمزارعي التمور في الأحساء يولونه اهتمام كبيرا من خلال الاستعدادات التي تشهدها مزارعهم لاستقبال تلك المناسبة. وقد بدأ العديد من المزارعيـن في المنطقـة منذ منتصف الشهر الماضي جني محصول التمور استعدادا لتسويقه حيث تستمر عملية الصرام حتى منتصف تشرين الأول (أكتوبر). وقد أكد عدد من المزارعين وتجار التمور أن الإنتاج هذا العام جاء جيدا وفيرا، فيما تعد أسعار التمور للموسم الحالي جيدة وذلك بعد الانخفاض الذي شهدته في المواسم السابقة، حيث تجاوز سعر المن (240) كيلو جراما من تمر الشيـشي ألف ريال، بينما بلغ سعر المن من تمر الخلاص (أجود أنواع التمور في المنطقة) بين (1500 - 3000) ريال وذلك حسب جودة وحجم المنتج، أما تمر الرزيز فيتراوح سعر المن بين (500 – 900) ريال. وقد برر عدد من التجار ذلك الارتفاع بعدة عوامل من بينها الإعلان عن تأسيس شركة سعودية جديدة لتصنيع وتسويق التمور، بدء الخطوات الأولية لتأسيس جمعية النخلة الزراعية التعاونية، توافر وسائل حديثة لحفظ وتخزين التمور وذلك عن طريق التبريد والتجميد، اهتمام المزارعين بجودة المنتج من خلال مكافحة الآفات الزراعية، حيث أسهمت تلك العوامل في تشجيع المزارعين على زيادة إنتاجهم والاهتمام به من خلال إيجاد بدائل لتصريف الفائض من المنتج. وتشهد سوق التمور في الأحساء خلال هذه الأيام مهرجانا سنويا يجمع المزارعين بتجار التمور والمستهلكين الذين يتزايد إقبالهم خلال هذه الأيام للحصول على احتياجاتهم من التمور خصوصا مع اقتراب شهر رمضان المبارك حيث يحرص العديد من المواطنين السعوديين على شراء التمر لتناوله على موائد الإفطار في شهر رمضان، كما أن موسم جني محصول التمور يسهم في توفير فرص وظيفية للشباب السعودي وذلك من خلال قيامهم بجني المحصول في المزارع أو من خلال عملهم في كبس وتغليف التمور أو المتاجرة في الأسواق. وتعد الأحساء أحد أكبر مناطق السعودية إنتاج للتمور، حيث يفوق عدد نخيلها ثلاثة ملايين نخلة تنتج أكثر من ( 250) ألف طــن من أجود أنواع التمور في السعودية، ويشكل الخلاص أكثر من ( 50 ) في المائة من إنتاج الأحساء، حيث يتميز بطعمه الحلو، ولونه الذي يميل إلى الصفرة وكبر حجمـه، يليه في الإنتاج الرزيز وهو تمر شديد الحلاوة يميل لونه للسواد، ويمتاز بزيادة نسبة السكريات فيه مما يساعد على إمداد الجسم بالطاقة التي يحتاج إليها، وهو ما أهله سابقا لتصدر اهتمام المزارعين، حيث كان الإقبال عليه كبير نظرا لدوره في إمداد الجسم بالطاقة التي تساعد على الأعمال الشاقة مثل الفلاحة والبناء والنجارة وغيرها، أما الآن ومع انحسار هذه الأعمال وإسنادها إلى العمالة الوافدة في السعودية اتجه مؤشر الاستهلاك لصالح الخلاص مما أدى إلى ارتفاع سعره وبالتالي أغرى كثير من المزارعين بالاستغناء عن نخيل الرزيز واستبدالها بفسائل الخلاص. ويوجد في الأحساء بالإضافة إلى الخلاص والرزيز أكثر من (60) نوعا من أنواع التمور يستهلك بعضها في مرحلة الرطب والبعض الآخر يستمر إلى مرحلة التمر من أبرزها: (الشهـل، المجنـاز، الطيـار، الخنيـزي، الشيـشي، الغـر، أم ارحيـم، المرزبـان، الهلالي، البرحـي، التنـاجيـب، الخصاب، والزاملي). ويوجد في الأحساء مصنع حكومي للتمور تابع لهيئة الري والصرف تصل طاقته الإنتاجية إلى عشرة آلاف طن, حيث يقوم باستقبال التمور من المزارعين في شتى أنحاء المملكة بأسعار تشجيعية وتجهيزها وتقديمها هدايا لفقراء العالم الإسلامي مكرمة من خادم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى عدد من المصانع التابعة للقطاع الخاص لا تتجاوز طاقتها الإنتاجية عشرة آلاف طن من بينها مصنع الشركة الوطنية للتنمية الزراعية (نادك)، مجمع الصناعات التحويلية للتمور، مصنع البراك، مصنـع الجزيرة، مصنع الراشد ، مما يشير إلى وجود حاجة ملحة إلى إنشاء مصانع جديدة تهتم بكبس التمور وتسويقها في أسواق خارج المملكة وإيجاد صناعات تحويلية أخرى كالحلويات والدبس والخل وغيرها للاستفادة من الفائض من إنتاج المنطقة من التمور من خلال إيجاد طرق وأساليب حديثة لتسويقه بجانب الاستفادة من مخلفات النخيل في أغراض التصنيع والزراعة وأغذية للحيوانات, إنشاء مركز بحوث غذائية للاستفادة من التمر غير القابل للتصدير وتحويله إلى مواد خام ليستفاد منه في المجالات الغذائية والطبية.