المخرج من ورطة حزب الله

Abstract

أعلنت المملكة مرة أخرى عن دعمها السياسي والمادي غير المشروط للبنان وشعبه في تصريح رسمي صدر عن حكومتها الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في بادرة جديدة ومبادرة معهودة يستحيل أن يقدمها أي طرف آخر للبنان أياً كان ذلك الطرف. موقف المملكة السياسي والمادي ومساعيها الدبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان لا يسمح بالمزايدة عليه لاستحالة ذلك بالفعل، ولكن هذه الحقيقة تحاول أن تطمسها المزايدات الشفهية التي لا يمكن ان تخفى عن عقول العقلاء ولا أعين المبصرين. نقول هذا بعد مرور وقت تخطى الأسبوعين في الحرب الإسرائيلية بل الحرب العالمية على لبنان بعد أن شرع المجتمع الدولي ذلك العدوان بصمته وتغاضيه ودعمه غير المباشر لعملياتها العسكرية محذراً فقط من القوة المفرطة وفتكها بالمدنيين اللبنانيين. ونقول هذا بعد أن ثبت أن إسرائيل في ورطة سياسية وعسكرية لبنانية لم تكن تتوقعها، حيث كان في اعتقاد قادتها من السياسيين وجنرالاتها العسكريين أن الحرب على لبنان وحزب الله لن تختلف عما سبقها من حروب خاضتها ضد العرب خصوصاً اجتياحها السريع العجيب للبنان عام 1982م. فجميع الحروب العربية الإسرائيلية لم تستمر أكثر من عشرة أيام بداية من حرب عام 1948م، مروراً بحرب عام 1967م، ونهاية بحرب عام 1973م. وعلى ذات الخط والمسار واشنطن أيضاً في ورطة سياسية ودبلوماسية لم تكن تتوقعها إذ كان في اعتقادها أن إسرائيل ستقوم بتأدية واجبها كحالها في الماضي، ولهذا تواصل دعمها لإسرائيل غير عابئة بالتكلفة العالية التي يدفعها لبنان، بل وتدفعها إسرائيل التي بدأت إشارات التذمر والاستياء الشعبي من تكلفة الحرب تظهر بجلاء مبشرة بتفكك إسرائيلي داخلي لن يخدم مصلحة واشنطن وبالطبع إسرائيل. الأوروبيون بدورهم في ورطة سياسية بعد أن بات من الصعب عليهم مواصلة حركة سياستهم الدبلوماسية البطيئة تجاه إيجاد حل لوقف الحرب الإسرائيلية الوحشية على لبنان التي ترفضها غالبيتهم. وبات من الصعب على الحكومات الأوروبية استمرار التغاضي عن المزيد من سفك دماء الأعداد الضخمة من المدنيين اللبنانيين. وذات الواقع ينطبق على روسيا والصين فهما في ورطة سياسية ودبلوماسية لأنهما وقفتا موقفاً سلبياً من العدوان الإسرائيلي على لبنان وباتا تبعاً لذلك في وضع مقلق من تطورات الأوضاع التي حتماً ستهدد مصداقيتهما السياسية الهشة في المنطقة....