منطقة عسير في مواجهة الإرهاب

Abstract

منطقة عسير في مواجهة الإرهاب مها فهد الحجيلان* شرفني صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير بإهدائه نسخة من كتاب منطقة عسير في مواجهة الإرهاب الصادر هذا العام 2006 عن إمارة منطقة عسير. والحقيقة أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل يعدّ من أصحاب المشروعات الفكرية الضخمة ليس على مستوى بلدنا فحسب بل على مستوى العالم العربي.وما مؤسسة الفكر العربي التي يرعاها إلا نموذج يبين اهتمام سموّه الكريم بهموم الأمة العربية وفكرها،وسعيه الصادق للنهوض بواقعها نحو مستقبل أفضل يحمل معطيات إيجابية لتحقيق سعادة الفرد والمجتمع. وقد غطّى كتاب منطقة عسير في مواجهة الإرهاب مختلف أنشطة إمارة منطقة عسير في محاربة الإرهاب سواء ما يتعلق منه بالجانب الأمني أم بجانب الوعي الفكري. وتضمن الكتاب أربعة أبواب، بعضها معني بالتخطيط وهو الباب الأول، وبعضها معني بالأنشطة العملية. فالباب الثاني حاول إبراز الأنشطة التعليمية موزعة على المؤسسات التعليمية في المنطقة ابتداء من جامعة الملك خالد وكلية الأمير سلطان وكلية التقنية وكلية المعلمين وكلية العلوم الصحية وكلية المجتمع ثم إدارة تعليم البنات وكذلك تعليم البنين. وقد اشتمل الباب الثالث على الأنشطة الثقافية التي نظمتها الإمارة بما فيها جائزة أبها والملتقى الثقافي، علاوة على فعاليات النادي الأدبي بأبها. وهي أنشطة تتضمن أفكارًا وموضوعات تؤكد على هدف محدد وهو أن الإرهاب صار حقيقة موجودة وليس مجرد أفكار بعيدة عنا؛ ولهذا فلا بد من مواجهته بمختلف الطرق والوسائل التي تتعامل معه وتعرف سماته وتبحث عن السبل الممكنة للتعامل معه في مختلف أشكاله. وكان هناك دور بارز للأنشطة الدعوية والاجتماعية التي تضمنها الباب الرابع؛ وفيه إبراز للمجهود الذي بذلته عدة جهات ومؤسسات حكومية وأهلية ومنها فرع وزارة الشؤون الإسلامية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشرطة عسير، إضافة إلى الشؤون الاجتماعية ومكتب هيئة الإغاثة الإسلامية ومكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي. كما عني هذا الباب بعرض جهود القطاع النسائي وصندوق دعم أسر شهداء الواجب وبيّن دور مشايخ القبائل ونوابهم في مواجهة التطرف والسعي لمكافحته والقضاء عليه باعتبار التطرف سلوكا يمثل الخطوة الأخيرة نحو الإرهاب. وقد تضمن هذا الباب في الجزء الخاص بدور مشايخ القبائل أحاديث مختلفة من الأعيان والشيوخ تبين مدى مساهماتهم العلمية في مواجهة الإرهاب، وتوضح مواقفهم الصريحة التي ترفض الإرهاب وكذلك ترفض المتعاطفين معه. ويؤكد الجميع على تأييدهم لولاة الأمر في كل ما يقومون به لمحاربة الإرهاب والتطرف والانحراف الفكري، علاوة على الإبلاغ عن كل من يحاول الترويج للتشدد بدعوى الوعظ والإرشاد. يشار إلى أن الكتاب قد تضمن لوحات فنية جميلة لكل لوحة تعبير فني معين؛ والقاسم المشترك بينها أنها تعلي من قيمة الجمال والحس بالروح الجمالية في الطبيعة وعند الإنسان. وما يتضمنه ذلك من رفض للعنف والقسوة والقتل والدمار وغيرها من عناصر الإرهاب. فالفن الجميل هو الطريق السليم لإطلاع العقل على الجوانب الإيجابية في الحياة وجعله يميل نحو التعامل مع الحياة بوصفها حياة جميلة ممتعة ومليئة بالخير والسعادة لو أحسنّا قراءتها والتعامل معها. ولابد من الإشارة إلى أن هذه الجهود الجبارة من إمارة منطقة عسير والتي لخصها الكتاب السابق لم تكن لتحصل لولا دعم أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لتلك الأنشطة وتخطيطه وإشرافه عليها. ومع كل هذا الأمر، فلم تكن هناك إشادة واضحة بسموه وبجهده المتواصل في العمل في الميدان أو جهده في إظهار هذا الكتاب. ومن المؤكد أن سموّه الكريم قد رفض ذلك رغم أنه يستحق ما هو أكثر من الإشادة بما يليق بما قدّمه من عمل هو ملء العين والبصر. إن هذا السلوك النبيل يبين أنه لم يكن يهدف من هذا المنجز المكتوب وما تضمنه من جهد عملي سوى خدمة وطنه ومواطنيه وأنه باذل للغالي والرخيص من وقته وفكره قبل ماله وجهده لكي يحقق الأمن والرخاء والاستقرار للجميع. ومن الطبيعي أن أميراً بهذه السمات الأخلاقية والصفات المهنية العالية يعتبر خير قدوة للعاملين والمسؤولين في مختلف قطاعات الدولة،وذلك حينما يجعلون العمل يتكلم عنهم لا أن يتكلموا هم عن أعمالهم. ومما يجب ذكره أن استراتيجية منطقة عسير في مواجهة الإرهاب التي بينها هذا الكتاب تعتبر إنجازاً ناجحاً يحقق طموح المنطقة والوطن. ويمكن النظر إلى هذه الاستراتيجية من زاوية أخرى على أنها خطة وطنية محكمة للتعامل مع الإرهاب ومحاولة تطويق منابعه والقضاء عليها. * كاتبة سعودية