الأبعاد الاستراتيجية لجولة الملك عبدالله

Abstract

عالَمُ اليوم.. عالمٌ يتحرك بسرعة، يعتمد على تحقيق أقصى ما يمكن من المصالح لخير الشعوب في ظل تكافؤ الفرص، من خلال استغلال إمكانات الدول وقدراتها وما تمتلكه من ثروات. القراءة الواعية وفهم هذه الحقيقة والمتغيرات التي يشهدها العالم من قبل القادة الذين يديرون شؤون دولهم ويملكون ناصية صنع القرار، تجعلهم أكثر قدرة على تنويع علاقات دولهم وتوسيع مشاركة تلك الدول مع نظيراتها؛ لخدمة مصالح شعوب تلك الدول في عالم القرية الواحدة. هذه الحقائق التي تحكم العلاقات الدولية في عالم اليوم، والنظرة المستقبلية لما يمكن أن تكون عليه علاقات المملكة العربية السعودية في نطاق الأسرة الدولية التي تتشابك فيها المصالح الاقتصادية والمواقف الاقتصادية والتعاون في مواجهة الأخطار التي تهدد البشرية، هي التي تحكم تحرُّك القيادة السعودية في تحركاتها لتوسيع دائرة العلاقات الدولية. هذا النهج وتلك السياسة ليست وليدة اليوم، بل استراتيجية دأبت القيادات السعودية السير على منوالها، وبرزت بشكل واضح في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد أن عبَّرت الإشارات الأولى عن هذا التوجه في الأعوام التي كان الملك عبد الله بن عبد العزيز يدير شؤون الدولة، أثناء تكليف المليك الراحل الملك فهد بن عبد العزيز له، وهذه الاستراتيجية واضحة وتعتمد على تنويع الشراكة الدولية ومدّ مظلة التعاون والعلاقات الدولية مع كل الدول وخاصة الدول التي أظهرت تميزاً في تحقيق معدلات نمو مرتفعة وحققت تفوقاً في التطور الاقتصادي والمكانة الدولية.. وهدف القيادة السعودية من وراء ذلك يسعى إلى تحقيق عدة فوائد، منها إقامة شراكة مع اقتصاديات قوية سائرة في النمو، ثم الاستفادة من تجربة هذه الدول، ونقل الجوانب الإيجابية من هذه التجربة للاستفادة منها ومحاولة تطبيق ما يتلاءم مع أوضاع المملكة. أما الفائدة الثالثة، فهي تمتين العلاقة مع دول قوية تكتسب مواقع متقدمة في المحيط الدولي، مما يعزز مكانة المملكة ويزيد من قوة تأثيرها وإسهاماتها في صياغة وصنع القرار الدولي.