انظمة تداول تغتال إعمار

Abstract

أنظمة تداول تغتال إعمار عبدالرحمن ناصر الخريف مع الإعلان عن إنشاء مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الاقتصادية استبشر جميع المواطنين بهذا المشروع الكبير الذي وجّه فيه خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله - بسرعة طرح جزء من رأس مال شركة إعمار المدينة الاقتصادية للاكتتاب العام، لإتاحة الفرصة للمواطنين للمشاركة في مجال استثماري جديد، ولإفادتهم من هذا الاكتتاب واكتتابات أخرى لتعويضهم جزءا من الخسائر التي تكبدوها بسوق الأسهم، وقد ازدادت آمال المواطنين في الحصول على عائد مالي جيد من هذا الاكتتاب، خاصة أن المحللين قدروا سعر بيع السهم ما بين ( 50و60) ريالاً، مع أن هناك من بالغ في ذلك وأوصل القيمة إلى (100) ريال، وكل ذلك في ظل اهتمام كبير حظي به هذا الاكتتاب من الجهات المختصة، والتأكيدات بجاهزية البنوك لبدء التداول في أسهم هذه الشركة وتحديد وقت مستقل لذلك. إلا أن تلك الآمال تحطمت قبل بدء التداول يوم السبت الماضي على أسهم الشركة، فأنظمة البنوك أجبرت جميع المواطنين على البيع بسعر السوق في بعض صالات البنوك وجميع آلات الصرف المنتشرة في أنحاء المملكة، وعدم تمكينهم من تحديد سعر محدد للبيع، بل ألزمتهم بقبول البيع بسعر السوق وخلال يومين - تكرار لمشكلة ينساب - وقد شهدت تلك الصالات ومواقع الات الصرف اقبالاً كبيراً على بيع تلك الأسهم في بداية التداول، ومع زيادة الضغوط بإدخال أوامر البيع تعطلت أنظمة عدد من البنوك سواء بأجهزة الصرف الآلي أو بخدمات الإنترنت، واستمر التذمر من المواطنين سواء بأجهزة الصرف الآلي أو بخدمات الإنترنت، واستمر التذمر من المواطنين من تلك الخدمات، فتوجهوا إلى صالات البنوك للإسراع في بيع أسهمم، ولم تكن أجهزة التنفيذ بصالات بعض البنوك بأفضل حالاً من أجهزة الصرف الآلي! إن ما حدث يعتبر استمراراً لفشل ليس بجديد علينا، فالذي حدث في تداول إعمار هو زيادة حجم المشكلة عدم معالجة مشاكل التداول السابقة بالطرق الصحيحة التي تضمن عدم تكرارها، ولا يجب أن نصدق بأن ما حدث كان بسبب زيادة الضغط على أنظمة التداول لرغبة الجميع في البيع، فالمتداولون يعانون من تعطل أنظمة التداول لمعظم البنوك أثناء التداولات اليومية منذ أشهر طويلة، وقد كتبنا عدة مرات عن تلك الأعطال المتكررة التي تستمر أحياناً ليوم كامل! ولكن لا يوجد أي اهتمام بذلك من قبل بعض البنوك، وعندما تم التداول على أسهم شركة ينساب حدثت أيضاً نفس المشكلة وتعطلت أنظمة التداول ولا نعلم هل هي أنظمة البنوك أو النظام الرئيسي للتداول؟ وفي كل مرة يبرر عبر تصريحات رسمية بأنه تم تحديث الأنظمة وهي جاهزة لمواجهة ضغط الأوامر، ثم نأتي قبيل بدء التداول على أسهم شركة إعمار لنحبط من تلك الاستعدادات، عندما وجدنا أن عدداً كبيراً من المواطنين لم يتمكنوا من الاكتتاب في شركة (سبكيم) قبل أسابيع، بسبب الضغط على آلات الصرف لاستلام الرواتب والاكتتاب! والحقيقة أن الذي يحدث في شأن تعطل تلك الأنظمة طول تلك المدة غير مبرر اطلاقاً، فالبنوك تحصل على الملايين كعمولات على صفقات التداول، فلماذا لم تقم بتحديث أنظمتها طوال تلك السنين؟ نحن لا نريد وعودا بالتطوير فالواقع كشف أن كل ما يصرح به هو للتخدير، والمواطن وحده هو من يدفع ثمن تبلد بنوكنا! بل نأسف كثيراً عندما تنصب الجهة الحكومية المشرفة على عمل البنوك نفسها كمحامي دفاع عنها! إن المؤسف حقاً أن يبدأ التداول بسعر (40) ريالاً، وخلال دقائق قليلة تشتري عدة محافظ كميات ضخمة من الأسهم - ولا نعلم إذا كانت لمستثمر أو لصندوق بنك - وتقوم بعرض تلك الكميات الكبيرة لتركيع السعر ومنعه من الارتفاع، والضغط لإنزال السعر من (50) ريالاً إلى أسعار أقل وحسب الطلبات التي وضعها كبار المضاربين، وبسبب الضغط واستمرار المكتتبين بالبيع بسعر السوق، انهار السعر ليصل إلى (30.50) ريالاً والمكتتبين - في غفلة - مستمرين بالبيع! أليس ما حدث من بنوكنا يعتبر مهزلة كبرى في سوق تتداول به شركات كبرى يصل حجم التداول اليومي به إلى أكثر من (20) مليار ريال، فإذا كان يحدث ذلك بسبب أنظمة بنوك تمتلك الإمكانات المالية والبشرية، فكيف سيصبح عليه الحال إذا تم التداول عن طريق شركات الوساطة ذات الامكانات المحدودة؟ فالبائع لا يعلم عن سعر البيع، والمشتري يستغل ضعف وتقادم أنظمة بنوك تتنافس في تحقيق المليارات كأرباح سنوية، وبعيداً عن السعر المستحق للسهم، فإن الآلية التي تتم حالياً في بيع أسهم الاكتتابات، تتسبب في إيقاع ظلم على المواطنين، فالمشتري إذا كان يعلم بأن آلاف المواطنين يقفون في طوابير طويلة للبيع بسعر السوق ولمدة يومين، فإنه من الطبيعي أن يطلب بأقل الأسعار، وعرض كميات ضخمة من محفظة واحدة لمنع الارتفاع والتنفيذ لطلباته وحسب الأسعار التي يرغب الشراء بها، لإنزال السعر ومنع المواطن الذي يأمل بسعر جيد من الاستفا