مستقبل الأرض في جامعة العلوم
Date
2006-11-02xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14271011Author
Abstract
ماذا فعلنا لهذه الأرض وقد بدأت تشتكي؟ تقول إن في كل مائة عام يقوم البشر بتغيير منظورهم في العيش بأسلوب جديد ولا يجدون سوى بيئة هذه الأرض ليقوموا باستغلال مكوناتها. فهم يعملون في نبش مخزونها لكسب عيشهم, ومن ثم يقتاتون منها ليحققوا سلامة الأبدان ورفاهية العيش دون رد الجميل بالحفاظ عليها. وهم لا يألون جهدا أن يمارسوا ذلك في الليل وفي النهار وفي الشتاء والصيف وفي الشمال والجنوب والشرق والغرب. ولأن أكثر من سبعة مليارات نسمة يسعون لتملك أكبر حيز منها يمكنهم من ديمومة العيش أو بقاء النوع, فمع تفاوت أهدافهم ومستوى متطلباتهم, لم يتمكن أحد منهم من جلب السعادة لنفسه أو غيره برضا تام. هذا قول الأرض فما نحن بقائلين؟ نحن نقول للأسف, سنظل نعمل على تشغيل العقول في كيفية الإفادة من مقدرات الأرض لأنها لا تنضب بل يعاد تكرار استخدامها لتبدو في كينونة مختلفة جديدة تساعد على التعايش معها بأسلوب مختلف في زمن مختلف ولتستمر حياة الكائنات عليها وتكمل دوراتها إلى أن تقوم الساعة. وفوق ذلك فلن تقوم الساعة إلا إذا ازدانت الأرض بأحلى حللها, فاصبري يا أرض على ساكنيك, لأن المولى عز وجل قال في محكم آياته: (حَتّى إذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازّيّنَتْ وَظَنّ أَهْلُهَا أنّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا, أتاها أمرنا لَيْلاً أو نَهَاراً)*. بهذا القول الكريم سيصل أهل الأرض إلى مدى يعتقدون فيه أنهم يستطيعون تحويل أي أرض صحراوية إلى غابات, وأي مادة إلى مادة أخرى, وفعل أي شيء من فرط الثقة بقدراتهم للتمتع بمكنون هذه الأرض. وإذا ما لبست هي أحلى الحلل بما عمّره الإنسان من مدائن وحضارات عليها, واخترع من آلات وأدوات, وظن أنه تمكن منها, أتى الله سبحانه وتعالى ليأخذ ما بدأ ويبدأ حياة سرمدية في الأفق الأعلى. فلماذا ننجرف لتخوف, أو نرتعد لمقولة يرسلها من يعتقدون أنهم سادة الأرض فيجعلوننا نصدق ما ذهبوا إليه من نضوب النفط وحتمية استخدام طاقات أخرى كبدائل، فقط لأنهم لا يريدون أن يتحكم في مصيرهم أحد؟ لماذا التخوف ممن يهذي ولا يَعقِل, والقرآن بين أيدينا يرينا كيف كانت البداية وكيف ستكون النهاية؟ إذاً ما عسانا فاعلين؟ إن ما يخيف هؤلاء هو الأخذ بالأسباب وتشغيل الألباب, لأن العالم الإسلامي قادر على زخرفة الأرض بالإيمان والعلم من جديد. فبشارة الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين أيده الله بافتتاح جامعة للعلوم والتقنية في....