رحمك الله يا عبدالله بن عبدالعزيز

Abstract

«شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، وأطلب منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وأن لا تبخلوا على بالنصح والدعاء»، بتلك الكلمات ابتدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عهده الإصلاحي في الثالث من آب (أغسطس) 2005، ومنذ ذلك اليوم كانت قرارات الملك عبدالله الحاسمة ومواقفه الشجاعة تؤكدان وبشكل عملي حرصه الشديد على مصلحة الوطن والمواطنين، فكانت قناعاته القوية وإيمانه بذلك، أكبر معين له في تدشين مسيرة التحديث وقيادة الحركة الإصلاحية التي شهدتها المملكة طوال عهده، فكان عهده هو عهد الإصلاحات الجذرية في نظام الحكم وأجهزة الدولة والبنية الاقتصادية والاجتماعية، حتى بات يعرف في العالم بأنه رجل ومهندس الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، إذ عمل وبشكل دؤوب وخطى حثيثة على تحقيقها.وقد كانت المساعي الإصلاحية كافة شاملة من دون تردد أو استثناءات، فشملت تنظيم شؤون الأسرة المالكة بتأسيس هيئة البيعة، وشملت المؤسسة الدينية من خلال تنوع مذاهب أعضاء هيئة كبار العلماء، وتم استحداث نظامين متطورين للقضاء وديوان المظالم، ويعتبر مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير القضاء أحد المشاريع النيرة في عهده، إذ رُصد ما يفوق 7 بلايين ريال من أجل تطوير هذا المرفق الحيوي المهم، وإعداد خطة إستراتيجية لوزارة العدل بعيدة المدى؛ لتطوير مرفق القضاء.ونال التعليم في عهده اهتماماً وعناية خاصة، فأصدر المراسيم التي تقتضي إصلاح التعليم وإعادة تأسيسه في جميع المراحل والاختصاصات، والتي كان من آخرها اعتماد 80 بليون ريال لدعم مشروع تطوير التعليم العام، واعتماد مشروع برنامج الابتعاث الخارجي الذي مضى عليه حتى الآن تسعة أعوام، وبلغ عدد الملتحقين به قرابة 150 ألف مبتعث ومبتعثة، يتوزعون على أكثر من 30 دولة، ينخرطون في تحصيل الدرجات العلمية من أرقى الجامعات العالمية في جميع المجالات والتخصصات العلمية والطبية والهندسية والعملية التي تتطلبها سوق العمل ومشاريع التنمية الكبرى في مختلف مناطق السعودية.وأقرت في عهده، وانطلاقاً من مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء وما يتوافق مع وثائق حقوق الإنسان والاتفاقات التي وقّعت عليها المملكة، عدد من الأنظمة الحقوقية ذات الأهمية الكبرى في حماية حقوق المواطن والمقيم وبسط قيم العدل في المجتمع، والتي كان من أهمها....