تقرير جهود خادم الحرمين الشريفين في لم الشمل وتنقية الأجواء العربية

View/ Open
xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
08 / 03 / 1428Abstract
أورد التقرير أنه سوف يلتئم شمل قادة الأمة العربية بأخيهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بيت العرب مدينة الرياض ابتداء من اليوم الثلاثاء في قمتهم العادية التاسعة عشرة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية التي عرفت بالجهود المتميزة في لم الشمل العربي والعمل على وحدة الصف وتوحيد الكلمة لمواجهة مايبرز من تحديات للأمة وقضاياها على كافة الصعد. / فقد اضطلعت المملكة العربية السعودية عبر تاريخها بدور توفيقي رائد الهدف منه التضامن العربي والاسلامي ووحدة الصف وكرست كل جهودها من أجل ان تلتقي امكانات هذه الشعوب وقدراتها وتتبلور حول مصالحها العليا. / وسار قادة المملكة على هذا المنهج عبر مراحل هذه الدولة منذ أن أسسها ودعم أركانها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود يرحمه الله وسيبقى هذا النهج ان شاء الله على مختلف الأصعدة لخدمة دين الله وإعلاء شأن المسلمين أينما كانوا. / ونهض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله بدور متميز وكبير على جميع الساحات منذ كان رعاه الله وليا للعهد مجسدا بثاقب بصره المنطلقات الإسلامية والأخلاقية لهذه البلاد التي تؤيد وحدة العمل الجماعي وأهميته في توحيد جهود الأمة وجمع شتاتها وتعزيز مواقفها إزاء التحديات و الأخطار التي تواجهها. / وكان لنهج المملكة العربية السعودية سياسة حكيمة وثابتة في اقامة علاقات متوازنة مع كل الأشقاء دورها الواضح والفاعل في القيام بدور الوسيط المخلص والنزيه لحل الخلافات وتسوية المشكلات التي تقع بين بعض الدول العربية ايمانا من المملكة بتوحيد الكلمة ورأب الصدع وتكريس الجهود لبناء حاضر الأمة العربية ومستقبل وتوحيد الهدف لتحقيق ما تصبو اليه من رفعة ومجد. / ويقول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في هذا السياق (( اننا نرتبط بأشقائنا العرب بروابط اللسان والتاريخ والمصير وسوف نحرص دوما على تبنى قضاياهم العادلة مدافعين عن حقوقهم المشروعة خاصة حقوق أشقائنا الفلسطينيين آملين ان يتمكن العرب بالعزيمة الصادقة من الخروج من ليل الفرقة إلى صبح الوفاق فلا عزة فى هذا العصر بلا قوة ولا قوة بلا وحدة )) . / وعندما تم تشكيل لجنة لتنقية الأجواء العربية في مؤتمر القمة العربي الطاريء الذي عقد في المغرب في شهر اغسطس عام 1985م . تم اختيار الملك عبدالله بن عبدالعزيز (كان وليا للعهد آنذاك) لرئاسة لجنة تنقية الأجواء العربية لما عرف عنه حفظه الله من حب للخير وسعى لرأب الصدع والتوفيق بين الأشقاء وثقته الكاملة في قدرة الأمة العربية على تحقيق أهدافها من خلال التعاون والتضامن لبلوغ أهدافها وتحقيق طموحاتها. / وفي هذا الإطار قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجولات مكوكية بين الاردن وسوريا وبين العراق وسوريا لرأب الصدع و أثمرت تلك الجهود عن تقريب وجهات النظر ولم الشمل وتنقية الأجواء بين تلك البلدان. / وقال حفظه الله في بيان صحفي خلال جولاته المكوكية بين الدول العربية / لقد كنا أمس في أرض الكنانة واليوم في دمشق الأبية وغدا إن شاء الله في لبنان الصمود وما سعينا هذا السعي الا لنحمل لأشقائنا هنا وهناك هموم أمتنا العربية وأمالها وتطلعاتها ونتبادل معهم المشورة والرأي مستهدفين لم الشمل وتوحيد الصف في هذه الظروف الصعبة التي تحمل في أحشائها أعظم المخاطر والتحديات التي لا يعلم مداها إلا الله. ورغم ما تشهده أمتنا العربية وتقاسيه من عدوان وجور واستفزاز يهز كل مقدرة على الصبر والحلم والاحتمال في نفس الإنسان رغم ذلك كله ستظل شمعة الأمل والتفاؤل حية متقدة ولن تطفئها أعاصير التشاؤم والاستفزاز مهما عتت . وسيظل إيماننا راسخا بحول الله وعونه بأن الحق لن يغلبه باطل وأن قطار السلام سيواصل سيرة حتى يبلغ منتهاه ولن تعيقه إن شاء الله عقبات أو عوائق مهما بلغت / وواصلت المملكة العربية السعودية نهجها في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وأولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القضية الفلسطينية اهتماما مميزا سعيا منه رعاه الله لإيجاد حل عادل يعيد الحق الفلسطيني الى أصحابة ويمكن أبناء الشعب الفلسطيني من العودة الى أرضهم والعيش بحرية في ظل سلام واستقرار دائمين / ومن هذا المنطلق قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تصورا عمليا للتسوية الشاملة والعادلة في الشرق الأوسط وهو مشروع عرف فيما بعد بمشروع السلام العربي بعد أن تبناه وأقره مؤتمر القمة العربي الذي عقد في بيروت في 13من شهر محرم 1423ه الموافق 27 / 3 / 2002م . / وتهدف مبادرة الملك عبدالله للسلام التي تبناها القادة العرب الى أن تعيد اسرائيل النظر في سياساتها وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي والانسحاب الكامل من الاراضى العربية المحتلة بما فى ذلك الجولان السورى وحتى خط الرابع من يونيو / حزيران / 1967 والاراضى التى ما زالت محتلة فى جنوب لبنان .وحل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194 . وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الاراضى الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 فى الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا الخصوص يقول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الكلمة التي ألقاها حفظه الله في القمة العربية في بيروت عام 2002م / (( ان العرب عندما قرروا قبول السلام خيارا استراتيجيا لم يفعلوا ذلك عن عجز مهلك أو ضعف قاتل وان اسرائيل تسرف فى الخطأ اذا تصورت أنها تستطيع أن تفرض سلاما ظالما على العرب بقوة السلاح ولقد دخلنا العملية السلمية بعيون مفتوحة وعقول واعية ولم نقبل أبدا ولا نقبل الان أن تتحول هذه العملية الى التزام غير مشروط يفرضه طرف على الاخر )). / وفي اطار دعم المملكة العربية السعودية المتواصل للقضية الفلسطينية اقترح الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله فى المؤتمر العربى الذى عقد فى القاهرة فى أكتوبر من عام 2000م انشاء صندوق يحمل اسم انتفاضة القدس برأس مال قدرة مئتا مليون دولار ويخصص للانفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا فى الانتفاضة. وانشاء صندوق آخر يحمل اسم صندوق الاقصى يخصص له ثمانمائة مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس والحيلولة دون طمسها . / وأعلن أيده الله عن اسهام المملكة العربية السعودية بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين . / كما وجه حفظه الله في يوليو عام 2007م بتخصيص منحة قدرها مائتان وخمسون مليون دولار للشعب الفلسطينى لتكون بدورها نواة لصندوق عربى دولى لاعمار فلسطين. / ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله الدعوة لأشقائه قادة الشعب الفلسطيني لعقد لقاء عاجل في رحاب بيت الله الحرام بمكة المكرمة لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية ودون تدخل من أي طرف والوصول إلى حلول عاجلة لما يجري على الساحة الفلسطينية. / واستجاب القادة الفلسطينيون لهذه الدعوة وعقد كل من فخامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس / أبو مازن / ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ودولة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية اجتماعات في قصر الضيافة في مكة المكرمة بحضور عدد من المسئولين في حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين. / وتوجوا تلك الاجتماعات باتفاق مكة الذي أعلن بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام في العشرين من شهر محرم 1428 ه . كما أعلنت صيغة تكليف فخامة الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية لدولة الأستاذ إسماعيل هنيه برئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني وذلك تتويجاً للقاء التاريخي . وشكلت حكومة الوحدة الفلسطينية في 25 صفر 1428ه الموافق 15مارس 2007م . / ومن الوضع في فلسطين الى لبنان الشقيق فعندما حدث الاعتداء الاسرائيلي السافر على بيروت وعلى الجنوب اللبنانى في شهر يوليو الماضي دانت المملكة بشدة تلك العمليات العسكرية وحذرت المجتمع الدولى من خطورة الوضع في المنطقة وانزلاقه نحو أجواء حرب ودائرة عنف جديدة من الصعب التنبؤ بنتائجها خاصة في ظل التراخي الدولي في التعاطي مع السياسات الاسرائيلية ودعت المجتمع الدولى الى الاضطلاع بمسؤلياته الشرعية والانسانية لايقاف العدوان الاسرائيلى السافر وحماية الشعب اللبنانى الشقيق وبنيته التحتيه ودعم جهود الحكومة اللبنانية الشرعية للحفاظ على لبنان وصون سيادته وبسط سلطته على كامل ترابه الوطنى. / وبادرت المملكة وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الاتصال بالمجتمع الدولي وسعت من خلال علاقاتها مع الولايات المتحدة ودول العالم الاخرى ومن خلال الامم المتحدة الى رفع ماوقع على لبنان وتم التوصل الى وقف الغارات الاسرائيلية البشعة على العاصمة اللبنانية والهجوم البرى على الجنوب اللبنانى / وتندرج الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ال سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الى فرنسا في الفترة من 23 الى 26 / جمادى الآخرة / 1427ه الموافق من 19 الى 22 / 7 / 2006م ولقائه الرئيس الفرنسى جاك شيراك في اطار مساعي المملكة للتوصل الى حل في الشرق الاوسط لوقف الهجوم الاسرائيلي نظرا للدور الكبير الذى تضطلع به فرنسا في هذا المجال. / وفي اطار الجهود الحثيثه للمملكة العربية السعودية لوقف الاعتداء الاسرائيلي أوفد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله سمو وزير الخارجية وسمو الامين العام لمجلس الامن الوطنى الى الولايات المتحدة وأبلغا الرئيس الامريكي جورج بوش بوجهة النظر السعودية حول النتائج الخطيرة التى تترتب على استمرار العدوان الاسرائيلي التى لايمكن لاحد ان يتنبأ بعواقبها اذا خرجت الامور عن السيطرة . / ولم تكتف المملكة العربية السعودية بالتحرك السياسي بل شعرت بالمأساة الانسانية التى خلفها العدوان الاسرائيلي على لبنان . ومن هذا المنطلق وجه خادم الحرمين الشريفين رعاه الله الدعوة لحملة تبرعات شعبية . كما وجه حفظه الله بايداع وديعة بالف مليون دولار فى المصرف اللبنانى المركزى دعما للاقتصاد اللبناني. / واستجابة لنداء دولة رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتحويل مبلغ خمسين مليون دولار بشكل فوري ليكون تحت تصرف دولة رئيس الوزراء لصرفه على الاحتياجات الاغاثية العاجلة وتوفير الخدمات اللازمة للتخفيف من معاناة الشعب اللبنانى الشقيق في ظل الظروف الصعبة التى يعيشها اللبنانيون جراء الاعتداء الاسرائيلي الذي مس الشعب اللبنانى باسره وعرض الأبرياء لأسوأ الظروف الانسانية.
كما وجه خادم الحرمين الشريفين بتخصيص منحة قدرها خمسمائة مليون دولار للشعب اللبنانى لتكون نواة صندوق عربى دولى لاعمار لبنان. / وفي سلسلة المبادرات والمواقف التي اتخذتها المملكة العربية السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمساندة لبنان الشقيق توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإرسال مستشفى ميداني متكامل لجمهورية لبنان مزود بالكوادر والمستلزمات الطبية اللازمة . / وفي مبادرة تهدف الى تمكين المؤسسات التعليمية في لبنان من تجاوز الأعباء وعدم إبقاء أي طالب بدون مقعد دراسي أو كتاب.أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله توجيهاته بتحمل المملكة جميع الرسوم المالية لهذا العام عن الطلاب في المدارس الرسمية اللبنانية لجميع المراحل .وفي مؤتمر باريس 3 الذي عقد في شهر يناير من هذا العام قدمت المملكة العربية السعودية للبنان مساعدات بلغت مليار دولار لدعم مشاريع التنمية في لبنان من خلال الصندوق السعودي للتنمية وبالتنسيق مع الحكومة اللبنانية إضافة الى تقديم منحة بمبلغ 100 مليون دولار للحكومة اللبنانية لدعم الميزانية العامة لديها . / وفي الشأن العراقي أكدت المملكة العربية السعودية على الدوام حرصها على مؤازرة كل الجهود الرامية الى تحقيق وحدة العراق وطنا وشعبا والحفاظ على استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه وسلامته الاقليمية والنأي به عن كل أشكال التدخل الخارجي وتشجيع المصالحة الوطنية. / ومن هذا المنطلق حرصت المملكة على المشاركة في جميع المؤتمرات الاقليمية والدولية الخاصة بالعراق واخرها اجتماع العقد الدولي من أجل العراق الذي عقد في مقر الامم المتحدة في نيويورك يوم السادس عشر من شهر مارس الجاري وأكدت المملكة خلاله حرصها على مؤازرة كل الجهود الرامية الى تحقيق وحدة العراق وطنا وشعبا والحفاظ على استقلاله وسيادته ووحدة اراضيه وسلامته الاقليمية والنأي به عن كل أشكال التدخل الخارجي وتشجيع المصالحة الوطنية.. / وتؤكد المملكة ان تحقيق اهداف التحالف الدولي مع العراق تستوجب التعامل مع الوضع العام في العراق بشمولية وبأبعاده الرئيسة الثلاث بشكل متوزان دون تغليب بعد على الاخر والتي يشكل البعد الامني الذي يستلزم القضاء على جميع مصادر العنف والميليشيات المسلحة دون تفريق أو تمييز والبعد السياسي بتحقيق الوحدة الوطنية بين جميع مكونات وفئات الشعب العراقي الشقيق على أساس المساواة والتكافؤ بين الجميع في الحقوق والواجبات والبعد السيادي بالمحافظة على استقلال وسيادة وحدة اراضي وسلامة العراق الاقليمية. / ووقفت المملكة العربية السعودية الى جانب العراق الشقيق وقدمت العون المادي والاقتصادي لتجاوز الازمة التي يمر بها وأعلنت خلال مؤتمر مدريد عن تقديم دعم مالي اجماله / مليار دولار امريكي / منها 500 مليون دولار امريكي عن طريق الصندوق السعودي للتنمية لتمويل مشاريع انمائية في مجالات التعليم والصحة والبنية الاساسية والاسكان في ضوء ما يرد من الحكومة العراقية من طلبات مباشرة للتمويل اما مبلغ 500 مليون الاخرى فسيتم تقديمها لتمويل وضمان الصادرات للسلع السعودية للعراق عن طريق برنامج الصادرات التابع للصندوق السعودي للتنمية واضافة الى ما سبق فقد قدمت المملكة مساعدات انسانية واغاثية للعراق بلغ اجمالها ما يقارب 88 مليون دولار. / وكانت السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية وما تزال تعبر بصدق ووضوح مقرون بالشفافية عن نهج ثابت ملتزم تجاه قضايا الامة العربية وشؤونها ومصالحها المشتركة ومشكلاتها. / وللمملكة العربية السعودية اسهاماتها الواضحة والملموسة في الساحة الدولية لنصرة القضايا العربية والاسلامية عبر الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري وعملها الدؤوب لمكافحة الارهاب والجريمة طبقا لما جاء به الدين الاسلامي الحنيف الذي اتخذت منه المملكة منهجا في سياساتها الداخلية والخارجية بالاضافة الى جهودها في تعزيز دور المنظمات العالمية والدعوة إلى تحقيق التعاون الدولي في سبيل النهوض بالمجتمعات النامية ومساعدتها على الحصول على متطلباتها الاساسية لتحقيق نمائها واستقرارها. / وعلى الصعيد الاسلامي تبرز الدعوة التي وجهها خاادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى اخوانه قادة الامة الاسلامية لعقد قمة اسلامية استثنائية في مكة المكرمة وغقدت برئاسته حفظه الله في مكة المكرمة يومي 5 و 6 ذو القعدة 1426ه الموافق 7 و 8 ديسمبر 2005م وتبنى قادة الأمة الاسلامية بلاغ مكة وبرنامج العمل العشرى لمواجهة تحديات الامة الاسلامية فى القرن الحادى والعشرين .
وقال خادم الحرمين الشريفين املك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التي افتتح بها أعمال القمة / ان الوحدة الاسلامية لن يحققها سفك الدماء كما يزعم المارقون بضلالهم فالغلو والتطرف والتكفير لا يمكن له أن ينبت فى أرض خصبة بروح التسامح ونشر الاعتدال والوسطية وهنا يأتى دور مجمع الفقه الاسلامى فى تشكيله الجديد ليتصدى لدوره التاريخى ومسؤوليته فى مقاومة الفكر المتطرف بكل أشكاله وأطيافه كما أن منهجية التدرج هى طريق النجاح الذى يبدأ بالتشاور فى كل شؤون حياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للوصول الى مرحلة التضامن باذن الله وصولا الى الوحدة الحقيقية الفاعلة المتمثلة فى مؤسسات تعيد للامة مكانها فى معادلات القوة / وأضاف أيده الله / إن طبيعة الانسان المسلم تكمن فى ايمانه ثم علمه ومبادئه وأخلاقه التى قال عنها نبى الرحمة / انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق / ولعلكم تتفقون معى على أن الارتقاء بمناهج التعليم وتطويرها مطلب أساسى لبناء الشخصية المسلمة المتسامحة للوصول الى مجتمع يرفض الانغلاق والعزلة واستعداء الاخر متفاعلا مع الانسانية كلها ليأخذ ما ينفعه ويطرح كل فاسد / وقال رعاه الله / انه لمن المؤلم أن نرى كيف تداعت حضارتنا المجيدة من مراقى العز الى سفوح الوهن وكيف عاث فكر العقول المجرمة مفسدا فى الارض وكيف تحولت أمتنا الواحدة بشموخها وكبريائها الى كيانات مستضعفة الا أن المؤمن القوى بربه لا يقنط من رحمته فمن ظلام الليل يشع نور الفجر ومن قسوة الالم يشرق الخلاص فليكن ايماننا بالله القادر المقتدر دافعا قويا لنثق فى أمتنا شعوبا وقادة ولنودع عهد الفرقة والشتات والضعف ونستقبل عهدا من الوحدة والقوة والعزة بالتوكل على الله ثم الصبر والعمل / . واعرب حفظه الله عن تطلعه الى أمة اسلامية موحدة وحكم يقضى على الظلم والقهر وتنمية مسلمة شاملة تهدف للقضاء على العوز والفقر كما أتطلع الى انتشار الوسطية التى تجسد سماحة الاسلام وأتطلع الى مخترعين وصناعيين مسلمين وتقنية مسلمة متقدمة والى شباب مسلم يعمل لدنياه كما يعمل لاخرته دون افراط أو تفريط . / وأكد خادم الحرمين الشريفين أن النهضة يصنعها أمل يتحول الى فكرة ثم الى هدف وأمتنا قادرة على تحقيق أهدافها مستعينة بالله وحده مطمئنة الى قوله الكريم / ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم / ووعده جل جلاله / ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم / وفي المستوى الدولي وقي ظل معاناة الكثير من الدول من الارهاب ومنها المملكة العربية السعودية والمزاعم التي ترددها وسائل الاعلام الغربية بأن الاسلام دين عنف ارهاب في محاولة فلصاق الارهاب بلإسلام دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله إلى غقد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب وذلك في مدينة الرياض وعقد المؤتمر في الخامس من شهر فبراير 2005 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بمشاركة اكثر من 50 دولة عربية واسلامية وأجنبية الى جانب عدد من المنطمات الدولية والاقليمية والعرببة . / ودعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في كلمة افتتح بها المؤتمر إلى إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب حيث قال رعاه الله / إن أملى كبير فى أن هذا المؤتمر سوف يبدأ صفحة جديدة من التعاون الدولى الفعال لانشاء مجتمع دولى خال من الارهاب وفى هذا الجانب أدعو جميع الدول الى اقامة مركز دولى لمكافحة الارهاب يكون العاملون فيه من المتخصصين فى هذا المجال والهدف من ذلك تبادل وتمرير المعلومات بشكل فورى يتفق مع سرعة الاحداث وتجنبها ان شاء الله قبل وقوعها / وفي مجال الحوار بين الحضارات ونبذ الصدام بينهما وتقريب وجهات النظر في هذا الشان دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزفي أكثر من مناسبة إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة وعلى ضرورة تعميق المعرفة بالأخر وبتاريخه وقيمه وتأسيس علاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري. / وقال حفظه الله في حديث لوكالة أنباء ايتارتاس الروسية في الحادي والعشرين من شهر فبراير 2007م / ينبغي أن ندرك بأن جميع الحضارات الإنسانية تنبع من منهل واحد كما أن الحضارات استفادت من بعضها البعض وحقائق التطور الإنساني تثبت بصورة جلية حقيقة التكامل فيما بين الحضارات .
وهذا ما ينبغي علينا أن ندركه ونعمل على ترسيخه بين الشعوب ضمانا لاحترام ثقافات بعضها البعض والوقوف في وجه كل دعاوي التقسيم والتفرقة والتمييز فيما بينها / وخلال استقباله حفظه الله في فبراير عام 2006 لضيوف مهرجان الجنادرية من العلماء والادباء والمفكرين ورجال الاعلام يقول أيده الله في هذا الخصوص ايضاً / وفى هذه الظروف التى تتعرض لها الامة لهجوم يستهدف شريعتنا ورموزها وفكرها يصبح من واجب ابنائها ومفكريها على وجه الخصوص أن يبرزوا الوجه الحقيقى للامة وجه التسامح والعدالة والوسطية وأن يوضحوا للعالم كله ان ما تقوم به قلة قليلة من المتطرفين المتعصبين لا يعكس روح الامة ولا تراثها ولا اصالتها بقدر ما يعكس الاوهام المدمرة التى تسكن عقول هؤلاء المجرمين / وأضاف رعاه الله / اننى أمام هذه الصفوة من أهل الفكر والرأى أدين فكرة الصدام بين الحضارات وادعو الى أن تحل محلها فكرة التعايش السلمى البناء بين الحضارات وادعو امامكم الى أن تكون المرحلة القادمة فى العلاقات بين الدول والامم مرحلة حوار حقيقى يحترم كل طرف فيه الطرف الاخر ويحترم مقدساته وعقائده وهويته وسوف تكونون أنتم ان شاء الله فى طليعة المتحدثين باسم الامة العربية والاسلامية فى هذا الحوار.
Publisher
واسVideo Number
71352Video subtype
تقريرPersonals
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود
محمود عباس (رئيس فلسطين)
خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس)
إسماعيل هنية (رئيس وزراء فلسطين)
فؤاد السنيورة (رئيس وزراء لبنان)
Topics
الحوارالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - العراق
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
العالم العربي - مقالات ومحاضرات
المبادرة السعودية للسلام
المعونة الاقتصادية السعودية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ولي عهد السعودية) - المناصب والمهام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
مكافحة الارهاب
العالم العربي - الاحوال السياسية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ولي عهد السعودية) - الاستقبالات