كلمة سمو ولي العهد في مؤتمر القمة الإسلامية

افتح/ انسخ
التاريخ الهجرى
16 / 08 / 1421الخلاصة
جاء في الخبر: استأنف أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ملوك وأمراء ورؤساء الدول الإسلامية جلستهم الثانية في أعمال القمة الإسلامية التاسعة في العاصمة القطرية الدوحة مساء اليوم (2000/11/12 م) وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس وفد المملكة الى مؤتمر القمة الإسلامي الكلمة التالية: ( بسم الله الرحمن الرحيم القائل / يا أيها الذين امنوا اصبروا ؛وصابرو ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون / والصلاة والسلام على رسول الانسانية وأخر الانبياء والمبشرين. / صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني.. / أيها الاخوة قادة العالم الإسلامي / صاحب المعالي الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أيها الاخوة الحضور / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. / أتوجه اليكم جمعيا والى الأمة الإسلامية من خلالكم باسم الشعب السعودي وفي مقدمته خادم الحرمين الشريفين بنداء صادق بأن يكون هذا اللقاء وهذه القمة عملا لاينتهى وفعالية لاتهدأ الا بترجمة مشاعرنا الجياشة الى كلمات صادقة وكلماتنا الى منهج وأضح ومنهجنا الى واقع مؤثر وفاعل . / نجتمع اليوم فى ظل ظروف دقيقة بالغة الحساسية ظروف تمتحن فيها إرادة الامة الواحدة التى قال عنها جل جلاله / كنتم خير أمة اخرجت للناس / فإذا شخصت أبصار المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها تجاه مؤتمرنا فلأنها تنتظر منا جمعيا موقفا مشرفا تجهاه قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. / وتعلمون جمعيا أن منظمة المؤتمر الإسلامي التي نجتمع فى كنفها اليوم قد ولدت من رحم القدس وكانت صرخة انبعاثها الأولى حريق المسجد الأقصى الذى أشعله وقود التعصب والعنصرية بعد أن فاض من احتلال إسرائيل لكامل مدينة القدس بما في ذلك القدس الشريف. / واليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاما نجد انفسنا مرة اخرى إمام تحد مماثل وكان حادثة الحريق لم تكن كافية لحملنا على اتخاذ مايتطلبه الأمر من الاتفاق على رؤية واحدة والوصول الى استراتيجية فعالة للحيلولة دون تمكين إسرائيل من ترسيخ احتلالها وفرض واقع جديد على القدسمتحدية بذلك مشاعر كل عربي ومسلم وغير عابئة بسقوط المئات من الجرحى والقتلى من أبناء الشعب الفلسطيني وهم يدافعون عن هويتهم وانتمائهم وإنسانيتهم . / أن مصير مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة أمانة في أعناقكم وأن أبناء الشعب الفلسطينى المنهمكون في نضالهم وانتفاضتهم ينتظرون أن يخرج عن هذا المؤتمر مايصل الى عمق تلك القضايا ويدرك واقعها بالأفعال قبل الاقوال مبتعدا عن المطروحات النظرية العقيمة فنحن نعيش اليوم مرحلة حرجة من تاريخ أمتنا الإسلامية تستدعى منا تفعيل المفهوم العملي للتضامن الإسلامي ولن يكون ذلك الا بفهم وأضح جلى لمسؤولية ودور كل عضو من أعضاء هذه الامة التى لاتزال متمسكة بالسلام المبنى على العدلوتطالب به وتصر عليه رافضين أي تسوية تقوم على الظلم والإذلال. / أيها الإخوة / أن مايحدث في فلسطين المحتلة هو شأن إسلامي كما هو بنفس القدر شأن عربي وفلسطينى لذلك علينا أن ننصر قضايانا قبل أن نطلب من الآخرين الوقوف معنا وأن نقف بكل طاقاتنا الى جانب الحق والعدل قبل أن نناشد الاخرين بأن يبدوا مثل هذا الالتزام فاسترداد حقوقنا المشروعة لن يتم بجهود يبذلها الآخرون كما أنه ليس هناك من نستمد منه بعد الاعتماد على الله سوى قدراتنا وطاقاتنا الذاتية والفهم الذي ينطلق من مثل هذا الوعي. / أن ذلك يقتضى أن ندرك أن التضامن الإسلامي ليس مجرد مؤتمر يعقد أوبيان يصدر بل هو فعل يتشكل على أرض الواقع وأن واقع اخوتنا الفلسطينيين يستوجب منا توفير كل وسائل الدعم لهم وتحديد الاليات اللازمة لذلك وعلى وجه الخصوص فان المطلوب منا تعبئة الامكانات وتهيئة المؤسسات المالية والاقتصادية لتمويل مشاريع يكون هدفها الحفاظ على الهوية العربية الاسلامية للقدس والحيلوله دون طمسها وتمكين اخوتنا الفلسطينيين من التخلص من التبعية للاقتصاد الاسرائيلى / وفى هذا السياق التضامنى فان المتوقع من الدول الاسلامية التى تربطها علاقات او صلات بإسرائيل أن تتخذ موقفا يرتفع الى مستوى التحدى الكبير المفروض علينا جميعا من جانب اسرائيل تلك الدولة التى ادارت ظهرها لعملية السلام وانحرفت برسالة من رسالات النبوة والهداية عن منهجها الربانى جاعلة منها حركة سياسية استيطانية يفيض تاريخها بالتآمر والتجاوز على حقوق الغير وفى الوقت الراهن نرى ان اسرائيل ماضية فى تحويل عملية السلام الى حرب ضد الشعب الفلسطينى مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وقمعه داخل أرضة / أيها الإخوة / لا نعلم ما الذى ينتظره البعض منا حين يستمرون فى علاقاتهم مع إسرائيل وكيف يمكن لهذه العلاقات ان تكون بديلا لعلاقات تضامن إسلامي مؤثر.. أن أقل مانتوقعه من هذه الدول هو تقليص علاقاتها مع إسرائيل الى أدنى حد ممكن أو تجميدها تماما وربط أي تعامل مستقبلي مع إسرائيل بإحراز تقدم فعلى وملموس في عملية السلام ليس فقط على المسار الفلسطينى بل وكافة مسارات هذه العملية.. كما أن من الضروري لمؤتمرنا أن يؤكد على مسالة قطع العلاقات الدبلوماسية مع أي دولة تنقل سفارتها الى القدس المحتلة. / أيها الاخوة الكرام.. / بقي أن نؤكد على أهمية أن يوجه مؤتمرنا رسالة صادقة لراعيا عملية السلام جمهورية روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية لإشعارهما بمسؤولياتهما تجاه هذه العملية؛ وأخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية بحكم متابعتها لتطورات مسيرة السلام منذ انطلاقتها والتزامها التاريخي المبدئى بحرية الشعوب وتأكيدها على حقوق الإنسان وفي هذا الصدد فنحن نميز بين هذه المسؤولية التى التزمت بها الولايات المتحدة الأمريكية والمزايدات السياسية التى تشهدها بعض المؤسسات السياسية بها وندعو هؤلاء المزايدين لارسال أبناءهم للاراضي الفلسطينية ليعيشوا ويروا باعينهم واقع الاحتلال الإسرائيلي الذى يتنافى مع كل المبادىء التى تدعو لها الولايات المتحدة الأمريكية.. كما أننا ننتظر من المجموعة الأوروبية أن تمارس تأثيرا سياسيا يعادل اسهاماتها الاقتصادية في الجهود المرتبطة باتفاقيات السلام. / أن هدف السلام الشامل والعادل لا يمكن بلوغة اذا لم يضمن راعيا العملية السليمة والدول المؤثرة الاخرى التزام الطرف الإسرائيلي بأسس عملية السلام والمبادئ التى قامت عليها وهو الأمر الذى مازالت إسرائيل ترفضه وتتنكر له مما تسبب في انهيار عملية السلام . / أيها الاخوة الكرام.. / أن المستعرض للتاريخ بتطوراته وأحداثه يعلم أنه لا يضيع حق وراءه مطالب ولايمكن أن تتحقق الاهداف الى بالأفعال المشتركة وأنه ماقاموجود الا باجتماع ولا ثبتت حقوق الا باتفاق ولا نال عدو من هذه الامة شيئا الا بتفرقها وتشتتها ولنتذكر قول الحق جل جلاله / ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم / هذا واسأل الله ان يوفقنا لما فيه الخير لديننا وامتنا. / والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
المصدر-الناشر
واسرقم التسجيلة
52926النوع
خبرالموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطينخطب وكلمات
النزاع العربي الإسرائيلي
المبادرة السعودية للسلام
التضامن الإسلامي
العالم الاسلامي - مؤتمرات
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ولي العهد) - الخطب السياسية
موضوع مقترح
منظمة المؤتمر الإسلامي - المؤتمراتمنظمة المؤتمر الإسلامي، مؤتمر (09 : 2000/11 : الدوحة، قطر)
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ولي العهد) - كلمات وتصريحات
الهيئات
منظمة المؤتمر الإسلاميتاريخ النشر
2000-11-12الاحداث
مؤتمر القمة الإسلامي (09) بالدوحة 2000/11/12 م.كلمة سمو ولي العهد في مؤتمر القمة الإسلامي (09) بالدوحة 2000/11/12 م.