سياسة الأمر الواقع مع الغرب

Abstract

يقول الكاتب في هذه العمود: لماذا تسخر الولايات المتحدة الأمريكية من قرار الحكومة المصرية اعتبار تنظيم «الإخوان» إرهابيا؟ ولماذا تدين هذا القرار بنفس القدر الذي تدين به تفجير «الدقهلية» الذي قتل وجرح العشرات؟ واشنطن وجدت في تنظيم «الإخوان» وسيلة لتنفيذ مخطط أشمل وأعم في المنطقة، ولذا فإنها دعمت وصولهم إلى السلطة في مصر وتونس، ومهدت الطريق لنفس العملية في غيرها من الدول. كان قرار مجلس التعاون الخليجي هو مساندة الحكومة المصرية الانتقالية، ودعم الاقتصاد المصري بمليارات الدولارات، بل والوقوف أيضا ضد رغبة واشنطن التي تجسدت في دعم التنظيم ماديا وسياسيا وإعلاميا. الحكومة المصرية، ومعها الجيش المصري، لم تكترث برغبة الولايات المتحدة الأمريكية. بمعنى أن الدولة ضربت بيدٍ من حديد على التنظيم، وأحالت قادته إلى المحكمة، وأعلنت الجماعة تنظيما «إرهابيا»، أصدرت واشنطن ومعها بعض الدول الغربية الكثير من الضوضاء والإزعاج، وهددت وأرعدت وأزبدت، وبالأخير سلمت لواقع الأمر، بل وأرسلت مبعوثيها إلى القاهرة في محاولات عدة لرأب الصدع وإصلاح ما يمكن إصلاحه. الجنرال عبدالفتاح السيسي، قائد الجيش المصري ووزير الدفاع، وصف مساندة العاهل السعودي الملك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لمصر في أعقاب سقوط تنظيم «الإخوان» بأنه كان «أقوى تحرك منذ عام 1973»....