الرياض تلتقي جنود الحرس الوطني في الخمسينيات وبداية التأسيس الأولى، أبوقذيلة : بدأنا براتب 150 ريالا ولباس المرودن والبندقية أم إصبع

Abstract

في هذا التحقيق يقول الشيخ / صالح بن منديل آل فهيد : بدأت لدي الرغبة في الانخراط في الخدمة العسكرية في العام 1353هـ عندما التقيت الملك عبدالعزيز يرحمه الله آنذاك في جلسه العامر بالرياض بعد رحلة شاقة قطعتها انا واثنان من اقاربي مشيا على الأقدام بين مدينة عين بن فهيد بالقصيم والرياض في أحد عشر يوما مررنا خلالها بمدينة الزلفي واستضافونا ومثلهم أهالي الغاط .. والمجمعة وبقايا مدن وقرى سدير الذين استضافونا وكرمونا وكنت أحمل معي طير .. (صقر) لأهديه على الملك عبدالعزيز وعندما وصلنا إلى الرياض أدخلونا على الملك مباشرة، واستقبل منا الهدية وعوضنا عنها اضعاف ثمنها بعد أن استضافونا بقصر الضيافة عدة أيام في مجلس عبدالعزيز كان يرحمه الله يتحدث للناس من انه سائر في بناء قوة عسكرية تذود عن الدين والوطن واعراض وحقوق الناس وتحفظ أمن البلاد. وكان يحث الجميع علي تشجيع أنفسهم وابنائهم للانخراط في هذه الخدمة وقال: إننا نحتاج إليها في الوقت الراهن أكثر من احتياجنا لأي مجال آخر. هذه الرغبة بدأت تكبر عندي حتى تحققت بعد مرور عدة سنوات وعشنا رحلة كفاح في بداية تسجيلنا كجنود في الحرس الوطني منها مشقة السفر عبر طرق وعرة وسيارات قليلة الفعالية حتى أننا في بعض الرحلات بين الرياض ومدينة نجران مرورا بأجزاء من الربع الخالي (انغرست) بنا السيارة وبقينا سبعة أيام وصرفت الراتب قبل أن نتمكن من اللحاق بمندوب الصرف. كان الراتب لا يتجاوز 150 ريالاً نصرف جزءا منه (كروة) اجرة سيارة وجزء (قطية) خيمة أي مصاريف معيشة ويبقى صافي ما يقارب المائة ريال. أما تجهيزات الحرس الوطني ففي بداية الأمر كانت محدودة جدا قد لا تتجاوز في بعض الأحيان بندقية أم اصبع. وحزام ذخيرة ولم نفكر في يوم من الأيام ويخطر على البال انه سيصل إلى ما وصل إليه الآن من تجهيزات حديثة ومدرعات ودبابات وراجمات صواريخ والذي يرجع الفضل في المستوى الذي وصل إليه بعد الله سبحانه وتعالى إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي بناه بساعديه ورعاه وسعى إلى تطويره وتدريب أفراده تدريبا عصريا يضاهي أقوى الجيوش المدربة في العالم الحديث.