قمة الطائرة: الأهمية والمعنى والدلالات

Abstract

تذكر قمة الطائرة التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مطار القاهرة الجمعة الماضية بالقمة التي جمعت القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بالرئيس الأمريكي تيودور روزفلت عام 1945 على ظهر الطراد «كوينسي» بالقرب من البحيرات المرة من حيث أهميتها، بحيث يمكن وصفها دون مبالغة بأنها «قمة تاريخية»، خاصة فيما يتعلق ببعدها الإستراتيجي. فالقمتان اشتركتا في العديد من الخصائص والعوامل المشتركة، يأتي في مقدمتها تدشين مرحلة جديدة في العلاقات والشراكة بين بلدين لهما مكانتهما المتميزة على الخارطة الإقليمية والدولية الاقتصادية والجيوسياسية، إلى جانب المكانة الحضارية والعقدية المتفردة التي ميزت أرض الحرمين الشريفين وأرض الكنانة. الزيارة: الأهمية والأبعاد اكتسبت القمة -رغم قصرها- أهمية خاصة لجهة الأوضاع الإقليمية المتدهورة التي تشهدها المنطقة، خاصة في العراق وسوريا وفلسطين وليبيا واليمن، وهو ما شكل أحد الأسباب المهمة للزيارة إدراكًا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لخطورة التهديدات والتحديات التي تواجهها الأمة في هذه الظروف الحرجة، وفي مقدمتها تحدي الإرهاب مع إدراكه تمام الإدراك أن عودة الدور والمكانة والتأثير لمصر في عهد رئيسها الجديد وفتح قنوات التعاون والتنسيق والشراكة بين القاهرة والرياض في مسؤولية التصدي لهذه المخاطر والتحديات وحمل أمانتها في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة يعتبر خيارًا استراتيحيًا لا بديل له ولا غنى عنه لإنقاذ الأمة العربية من السقوط في مهاوي الفتن والفوضى والانكسار. كما جاءت الزيارة، عدا بعدها الوجداني الواضح الذي عبرت عنه قبلة الرئيس عبدالفتاح السيسي لرأس خادم الحرمين باعتبار مصر وطنه الثاني، تتويجًا للسجل الحافل للدعم السياسي والمادي والمعنوي الذي قدمته المملكة لمصر خلال محنتها التي تعرضت لها في السنوات الثلاث الماضية حتى تمكنت بعون الله وتوفيقه ثم بفضل هذا الدعم السخي والإرادة الوطنية لشعب مصر العظيم من النهوض مجددًا واستعادة الدور والمكانة والاعتبار. لذا يمكن القول إن تلك القمة تضمنت عدة رسالات يأتي في مقدمتها أن المملكة مستمرة في دعم مصر وشعبها، وأن التحالف العضوي الوثيق الذي يربط المملكة ومصر لا يهدف إلى خدمة مصلحة البلدين والشعبين التوأمين....