صوت الحكمة في مواجهة جماعات الظلام
التاريخ
2014-09-06التاريخ الهجرى
14351111المؤلف
الخلاصة
ظلت الحكمة والاعتدال وصدق الرؤية سمة ملازمة لقادة المملكة وسياستها ومواقفها منذ عهد الملك المؤسس - يرحمه الله -، وعلى طريقها سار أبناؤه القادة من بعده وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقد عزز ذلك دائماً مكانة المملكة بين الأمم والشعوب، وأكسبها دائماً التقدير والاحترام، وكان لمشاركتها الفاعلة في تمكين قواعد الأمن والسلم الدولية، سواء من خلال مشاركتها في الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية الأخرى، أو من خلال موقعها القيادي في المنظمات الإقليمية وفي طليعتها منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية اللتان تعتبر المملكة عضواً مؤسساً رئيساً في كليهما. وباستقصاء العديد من القضايا الدولية ومواقف المملكة منها تؤكد الأحداث ونتائجها أن مواقف المملكة كانت دائماً إلى جانب الحق والعدل ومبادئ السلام، وأن ما طرحته دائماً من الحلول والأفكار قد أوصل إلى نتائج كانت دائماً هي الأجدى والأنسب لجميع الأطراف، وأنها طالما جنبت أطراف القضايا المخاطر والويلات التي كانت ترتبت على النزوع إلى غير الحلول التي أيدتها وطرحتها أو ساهمت مع مجموعات من الدول الأعضاء في طرحها والدعوة إليها. وإذا كان ذلك قد تأكد في كثير من المواقف والأحيان تجاه قضايا المنطقة خاصة وغيرها من مناطق العالم عامة، فإن ما حوته كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها مؤخراً، أثناء تسلم أوراق اعتماد عدد من سفراء الدول لدى المملكة، والتي تناولت قضية ما زالت الشغل الشاغل لدول العالم، والمتمثلة في انتشار قوى التطرف في المنطقة التي باتت لا تهدد وحدة دول المنطقة وسلامة أراضيها وأمن شعوبها فحسب، بل هي كما أكد خادم الحرمين الشريفين خطر ينذر بالشر والانتشار والوصول إلى أوروبا وأمريكا، علاوةً على ما يشكله من أخطار محدقة بدول المنطقة. ولعل ما يضاعف قلق المملكة واهتمامها بهذا الأمر هو انتساب من يمثلون هذا التطرف زوراً إلى الإسلام وارتكابهم من الأعمال والجرائم ما لا يمكن قبوله أو قبول نسبته، وانتماء من يقومون به إلى الدين الحنيف ومبادئه السمحة، حيث إن الإسلام بريء من كل قوى التطرف والتعصب الديني والمذهبي أياً كانت الطوائف والمذاهب التي ينسب إليها هؤلاء الذين يقتلون الأبرياء ويدمرون البيوت، وينتهكون الحرمات باسم الدين ويشوهون صورته أمام الدنيا بأسرها، لدرجة لا تجعلنا نشك فقط أنهم صنائع أعداء الإسلام وخصومه، بل نتأكد من ذلك لأن مسلماً يخاف الله ويؤمن بيوم الحساب ويتدبر آيات الله وسنة نبيه لا يمكن أن يرتكب ما يرتكبونه أو يفعل ما يفعلونه. وإمعاناً في الإساءة لهذا الدين نسمع بين الحين والآخر من يوجهون الاتهامات للإسلام تارةً وللقوى الوسطية والمعتدلة التي تمثلها المملكة، مما يبين خبث نواياهم وما يضمرونه من خصومة وعداوة للإسلام وأهله، ولذلك فإن تحذير خادم الحرمين الشريفين من خطر التطرف وسرعة انتشاره ووصوله إلى أماكن لا تخطر على البال هو تحذير في محله، وعلى كل القوى المعنية بسلام العالم واستقراره أن تأخذه بالحسبان وبأقصى العناية والاهتمام قبل أن يفوت الأوان، كما ينبغي أن يكون ذلك رداً على كل من يحاول الإساءة للمملكة ومواقفها ودورها في مواجهة كل الأخطار التي تهدد الأمن والسلام، وكذلك فإن رؤية خادم الحرمين الشريفين التي عبّر عنها أكثر من مرة من ضرورة الحل العادل لقضايا المنطقة والاستجابة لتطلعات شعوبها المشروعة هي السبيل إلى تجفيف منابع الإرهاب وقطع رأس الأفعى، وإن غير ذلك سوف يظل سبباً لما تعيشه المنطقة من ويلات كما سيظل يوفر حاضنة للفكر المتطرف، والذي تمثله جماعات الظلام والتعصب العرقي والمذهبي. أكاديمي وباحث تربوي واجتماعي
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
858695النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
609الموضوعات
الغزو الفكريمكافحة الارهاب
المؤلف
فهد الخالديتاريخ النشر
20140906الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية