حقوق الإنسان السعودي.. بين الهيئة والجمعية

Abstract

<!--<span class=""image_caption""><vte:value select="""" /></span>--> - أي: هيئة حقوق الإنسان السعودية، والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وسيأتي التعريف بهما.- فالأولى: مؤسسة حكومية مستقلة، وليست تحت مظلة أي وزارة حكومية، بل تعود في مرجعها إلى مقام رئيس مجلس الوزراء السعودي مباشرة، وبالتالي فمرجعها المباشر هو رئيس مجلس الوزراء السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ولها موقع على الشبكة (العَـنْـكَبِيّة)، (وهذه الكلمة اســتَـقيْتُها من أستاذنا العلامة اللُّغوي السعودي الدكتور إبراهيم الشمسان) .وقد تمت الموافقة على إنشائها ـ حسب الموقع ـ في عام 1426 هـ، 2005م، وسنعرض شيئاً عنها في السطور اللاحقة. ليس بالضرورة أن يكون الإنسان مظلوماً أو مهضوم الحقوق؛ حتى يلجأ لمثل هذه المؤسسة لنيل حقوقه أما الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان: فهي جمعية أهلية من مؤسسات المجتمع المدني ومستقلة إداريا وماليا، ولا تتبع أي وزارة حكومية، ولها موقع على الشبكة العالمية أيضاً، وقد أُنْــشِـئَتْ عام 1425 هـ - 2004م.ويقوم تمويلها على الهبات والتبرعات والاشتراكات والدعم المتصل، والمنقطع من قبل منسوبيها ومناصريها، كشأن الجمعيات الخيرية والإنسانية الأخرى..لكننا لا نعرف شيئاً عن هذه الجمعية، ولا أنشطتها أو أخبارها أو المستفيدين منها، وهي ليست حاضرة في المشهد الاجتماعي والإعلامي، سوى مَن يطلب معلومات عنها في موقعها على الشبكة فحسب.وقـُلْ الشيءَ نفسَهُ عن (الهيئة)، أي أن البَـوْنَ ليس شاسعاً بين المؤسستين في الأداء والأهداف والرسالة، لكنهما يتفقان في أمر واحد هو عدم حضورهما بشكل كاف إعلامياً واجتماعيا..وإن كنتُ أرى أن نشاط الأولى ربما كان أكثر، في محاولتها أن تصنع شيئا لتنفي عنها ما ذُكِر..بَيْدَ أن نائب رئيسها د. زيد آل حسين يبرر ذلك في ردّه على بعض الإعلاميين ذات مساء، أن الهيئة تسلك طريق (الكتمان) في الكثير من أعمالها ومناشطها؛ لكَوْن ذلك مرتبطا ببعض الحساسيات الشخصية للمستفيدين، على حد قوله.ومع ذلك، فهي قد أصدرت عددا من المطبوعات التعريفية الخاصة بحقوق الإنسان، إلى جانب إصدار مجلة باسم الهيئة عنوانها (حقوق) صدر حتى الآن العدد الثاني منها، أما كتيباتها العديدة فنختار منها:1- الحقوق الشرعية للمُذْنِب بعد العقوبة، للدكتور عبدالله بن ناصر السدحان (وبالطبع هو غير الممثل المعروف).2- العنف تجاه المرأة للدكتورة ميسون الفايز.3- تنظيم هيئة حقوق الإنسان، وهو من أهم إصدارات الهيئة التي تعرّف بها.4- حقوق الإنسان في عصر الهيمنة الإعلامية، للدكتور زيد آل حسين نائب رئيس الهيئة.5- نشرة إعلامية بعنوان (حقوق الإنسان) صدر منها حتى الآن سبعة وأربعون عدداً.6- مطوية: إعرف حقك.- تبارك الله.. فقط تحتاج هذه الإصدارات إلى اقتراب منها؛ لِـسَبْر أغوارها، وأغوار الهيئة.وهنا يقفز سؤال عن الجدوى من وجود الهيئة ووجود الجمعية، ما دام خطهما واحدا، ولماذا لا تدمج الجمعية مع الهيئة؟.وفي المقابل.. قد يطرح أحد القراء سؤالاً: وما الضرر في ذلك، فلدينا مستشفيات حكومية وأهلية، ومدارس حكومية وأهلية.. إلخ..وأقول: إن طبيعة الخدمة تختلف بين هذه المؤسسات ومؤسَّسَـتَـي حقوق الإنسان، يعني قد لا يَحْتـَمل الأمر وجود مؤسستين فواحدة تكفي..فإذا ما تَم دمجهما تحت مظلة الهيئة، وقاما بنشاطات ملحوظة مباشرة مع الناس فبالتأكيد سيعرف الانسان السعودي أن لديه مؤسسة حكومية فاعلة لحقوقه..على أنه ليس بالضرورة أن يكون الإنسان مظلوماً أو مهضوم الحقوق حتى يلجأ لمثل هذه المؤسسة؛ لنيل حقوقه، فقد يكون الأمر متعلقاً بمعرفة خدمة معينة مُـتَـاحة، ومن صلب حقوقه، يجهل طريقة الحصول عليها فيأتي دور الهيئة لبيان ذلك..كما أن بعض الأمور الإنسانية والاجتماعية المعقدة تتداخل قانونا وشرعا وعملاً ونظاماً وسلوكا مع بعض الأنظمة الرسمية الخاصة بحقوق الانسان في الدولة: كأنظمة الشرطة، والمرور، وهيئة الأمر بالمعروف، والداخلية، وغيرها.. فتأتي القوانين المتخصصة في حقوق الإنسان المنبثقة من الهيئة لتتكامل مع الأجهزة الرسمية المذكورة، والنتيجة كلها لخدمة الإنسان وحقوقه..قارورة..أأميرة َ الحُـسْـنِ الأصيل تـَرَفــّـَـقِي بالكأس يَنقــُصُها .. فــُراتُ الماءدُلـّي على الدّرب القــَويــمِ قـَـوافِــلا فـَرّتْ من الصّـحراء .. للصحراءِ! تويتر @mtaljelwah