مصر هم سعودي

Abstract

يذكر التاريخ بوثائقه وأحداثه الحية أن المملكة ظلت ظهيرًا وسندًا لمصر في كل محنها وأحداثها المصيرية، وهو ما اعتبر بأنه ترجمة عملية وصادقة لتوصية القائد المؤسس والباني الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود -يرحمه الله- لأبنائه من بعده بمصر، ووضعهم هذه التوصية موضع الأمانة التي لا تقبل التفريط، وقد تجلى هذا في العديد من المواقف التاريخية التي يصعب حصرها، بدءًا من موقف الملك سعود بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بقوله إثر العدوان الثلاثي على مصر: ""أنا مع مصر بكل ما أملك""، وقطع علاقات المملكة الدبلوماسية مع بريطانيا وفرنسا تعبيرًا عن تضامنه مع مصر، مرورًا بموقف الملك فيصل بن عبدالعزيز -يرحمه الله- قبيل وخلال حرب يونيو 1967 عندما حقق نجاحًا سياسيًا ودبلوماسيًا غير مسبوق في كسب تعاطف العديد من دول العالم، وأولها فرنسا، وكافة الدول الأفريقية إلى جانب مصر والقضية العربية، من خلال جولاته وزياراته لتلك الدول التي عبرت عن وقوفها إلى جانب مصر وشعبها. والكل يذكر تصاريح الرئيس المصري الأسبق أنور السادات بأن الفيصل هو البطل الحقيقي لمعركة العبور. وقد تواصل هذا الدعم في عهدي الملك خالد والملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمهما الله-، ووصل إلى ذروته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الذي وضع مصر وشعبها وأحداثها في أولوية اهتماماته الخارجية، وهو ما تمثل مؤخرًا بقوله للقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما أمس الأول بأن الظروف التي تمر بها مصر الشقيقة تستدعي الحكمة والتعقل من الرجال الشرفاء كافة في مصر الشقيقة، ودعوته الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مصر ويجنبها الشرور والفتن، وأن يمن عليها بالأمن والاستقرار والازدهار، وهو الموقف الذي يقفه كل مسلم أمين على عقيدته، وكل عربي مخلص لعروبته، حريص على مصلحة أمته، وعلى استقرار وأمن المنطقة. موقف وكلمات خادم الحرمين الشريفين تأكيد أيضًا على إدراكه -حفظه الله- لأهمية مصر ودورها ومكانتها في حفظ وتوازن النظام الإقليمي العربي.