المملكة الوسطية.. عدالة الإسلام

Abstract

في كلمتهما إلى المواطنين والمسلمين حدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الهوية الإسلامية للمملكة التي تنتهج الوسطية والاعتدال والعدل والتسامح حدودها الممكنة، كما هو أمر الله تعالى لعباده المسلمين بأن يكونوا وسطاً ويكونوا شهداء على الناس. هذه الوسطية هي ثمرة العمل وأكبر خدمة للإسلام والمسلمين. وفي نفس الوقت الذي تجتهد المملكة في وسطيتها واعتدالها، فإنها تنبذ الحزبية والتحزبية والتلونات وخلط المصالح بتعاليم الدين وتسيس الدين واستغلاله. ولنا في البلدان التي حزبت دينها وجعلته مطية للأهواء والمصالح والمساومات ومادة للمبتزين والانتهازيين، وجعلته بؤرة للصراع بدلاً أن يكون عيناً للاتفاق والتوافق والمحبة، لنا في هذه البلدان عبرة ومثل، إذ تحول الدين، في بلدان كثيرة في العالم، إلى مجرد هواية أو رفاهية فكرية أو مجادلات في خصومات لا تنتهي في المقاهي والمنتديات والصحافة والكتب. وحدث كل هذا بسبب تسيس الدين وتوظيفه في غايات دنيوية ومصالح حزبية وشخصية، إلى أن كفر الناس في الدين، كما حدث في الغرب، والغوه من جل شئون حياتهم، وحصروه في صلوات الكنائس، لأن رجال الدين المسيحين وعلماء المسيحية لم يجلوا دينهم عن الانغماس في السياسة وما حصنوه عن التحزيب والاستغلال، حتى غدت الكنيسة ذاتها حزباً سياسياً ودولة تتاجر في الدين من أجل مصالحها وأهوائها ودنياها. ونتج عن ذلك حروب على الدين ونزعة عارمة إلى الإلحاد في الغرب.ولهذا فإن المملكة، في كلمة زعيميها، تود أن توضح أن التاريخ الإسلامي قد شهد نفس اللعبة من الذين يحاولون استغلال الدين وتلبيس التفاسير وتحوير الفتاوي لتتفق مع المصالح الحزبية وعروض الدنيا، ولكن الدين الوسطي النقي كان أكبر من أن ينحني وأصلب من أن يكسر، لهذا غدت هذه الحركات مجرد موجات عابرة في نهر الإسلام العظيم الذي يتدفق فيروي الدنيا بالحكمة والرشد والرحمة والعدل وفيض قرآن ورسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم الرحمة للعالمين الذي أرسل ليبذر منهج الله في الأرض ولتضيء كلمات الله أرجاء الدنيا.ولا يضير المملكة ولا يعيقها ولا يعيبها الذين انحازوا لعواطفهم وغواهم و حزبياتهم، ما دام أنها ثابتة على نهج الدين القويم والوسطية كما أمر الله وما سار عليه سلف الأمة وعلماؤها وصولا إلى صحابة الرسول الذين نشروا رسالة الحق في أصقاع الأرض ومهدوا لبناء دول ناهضة قويت بالعدل والوسطية وإخاء بين الناس.