الفيصل في ""أَمْرنا"".. اعتزاز بمواقف المملكة الإنسانية

Abstract

يؤكد الشاعر الأمير خالد الفيصل في قصيدته الأخيرة ""أَمْرنا"" على مسألة حساسة جداً ومهمة، ألا وهي السيادة الكاملة والمطلقة، ودلالاتها التي تتجلى في اتخاذ ورسم القرارات في المجالات كافة، وأن هذه القرارات منبعها الوطن ومصلحة مواطنيه، ولا نسمح لأحد أن يسيّرنا وفق مصالحه وهواه، لأن مصلحة وطننا وأهله أولاً وأخيراً، فيؤكد ذلك بقوله: ""أَمْرنا ما ناخذه من غيرنا أَمرنا وأْمورنا با يديننا"" ويبقى الشاعر في السياق نفسه الذي خطه في البيت الأول من قصيدته، ليؤكد ما بدأه، على أن قراراتنا وطنية، ولا تأتينا من مشرق الأرض أو مغربها. القرارات التي تأتينا، قرارات حكيمة، لأنها نابعة من حكمة القائد الذي شهد له العالم بأنه من الشخصيات المؤثرة في العالم، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهذا ما يؤكده بقوله: ""ما يجي من شرق أَوْ غربٍ قرارْ القرار الّلي يجي من شيخنا"" تأكيد تلو آخر يكشفه الشاعر للملأ عن عدم تبعية وطنه لأحد، لا في الماضي، ولا في الحاضر، ولا في المستقبل، وعن استقلالية قراراته وصياغتها وفق المصلحة العليا للوطن وأهله، وعدم المجازفة بوضع الآخرين في المخاطر، نحن من نصون وطننا، وهذا يؤكد على قوة وصدق الانتماء للوطن والدفاع عنه وصونه، إذ قال: ""ما بَعَدْ صِرْنا تَبَع أَحْدٍ أَبَد ولا نقدِّمْ للمخاطر غيرنا"" يصور الشاعر مواقف وطنه إذا حَلَّ ضيق مادي أو معنوي للأصدقاء، فكيف للأشقاء، وهنا يرصد حالة كرم وإيثار، وكأنه يدلل على مواقف الإنسانية النبيلة لوطنه في الأزمات والكوارث التي تتعرض لها البلدان، ومد يد العون لها على حساب كل شيء، وكأن البيت يسير وفق القيم الدينية: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، تجلى ذلك بقوله: ""كل ما ضاقَتْ على صدر الصّديق تحمل الضّيقاتْ عَْلى صدورنا"" والشاعر ابن بيئته يصورها، وتتنبأ قصائده بوقائع قد تحصل قبل حدوثها، وينبه لتفاديها، واتقاء ضررها البعيد والقريب، وكأني بالشاعر يشير إلى الباغي وأدواته التي تعض اليد التي مدت له العون والخير ليكون تابعا وذليلاً يبيع أرضه وأهله مقابل مصلحة وقتية، وكأن البيت يقارب دلالياًّ القول: ""الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"". ""وان بغَى الباغي يولِّعْ فتْتهْ يطْفي النّيران فيض سْيولنا"" يعود الشاعر للفخر والاعتزاز من خلال استحضار القيمة الماثلة في توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز - طَيّبَ الله....