الركن الخامس إنجاز فاق الإعجاز

Abstract

نجحت المملكة بكل اقتدار، و(بامتياز) مع مرتبة الشرف، في إدارة موسم الحج لهذا العام، وخدمة حجاج بيت الله الحرام بدرجة فاقت كل التوقعات، وشملت نحو ثلاثة ملايين حاج، وسط أجواء إيمانية وروحانية مفعمة بالخشوع والطمأنينة، وفي ظل منظومة متكاملة من الخدمات المتعددة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من خلال قطاعاتها المختلفة في كل رحاب المشاعر المقدسة، وجعلتها في متناول كل حاج، وأضافت هذا النجاح اللافت و(الباهر) الذي فاق الوصف والمشاعر إلى سجل إنجازاتها ونجاحاتها الأخرى التي حققتها وتحققها في خدمة ضيوف الرحمن، وقطفت بذلك ثمار جهودها (الجليلة) التي بذلتها وقامت بها من أجل توفير كل سبل الراحة والأمن والأمان للحجاج لأداء مناسك حجهم بكل يسر وسهولة. وساهم مشروع تطوير جسر الجمرات (الضخم) في مشعر منى في إنهاء مشكلات الزحام والتدافع الذي كان يعانيه ضيوف الرحمن في سنوات سابقة، ويشكل لهم مصدر قلق وإزعاج وتخوف وحجر عثرة في طريق رمي الجمرات الثلاث. وأدى هذا المشروع (المفصلي) لجسر الجمرات الذي يعتبر علامة فارقة في منظومة مشروعات المشاعر المقدسة العملاقة الأخرى، إلى انسيابية الحركة للحجيج وسهولة كبيرة في الوصول إلى مواقع الجمرات والرمي بكل يسر وراحة دون عوائق تذكر. ولا ريب أن هذا النجاح والتفوق الكبير (غير العادي) الذي تحقق لم يأت من فراغ أو بمحض الصدفة بل جاء بفضل الله ثم بفضل متابعة دائمة وتوجيهات مستمرة وإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - والوقوف عن كثب على سير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والتأكد من جاهزيتها وتوفيرها لهم وتذليل كل الصعوبات التي قد تواجه القطاعات المعنية بخدمة الحجاج في سائر المشاعر المقدسة والسهر على راحتهم إلى جانب تضافر كل جهود القطاعات والأجهزة والعمل بروح الفريق الواحد. ونتيجة للخبرات التراكمية التي اكتسبتها هذه القطاعات خلال سنوات سابقة، مع العمل على تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات التي حدثت سابقاً؛ فقد انعكس أثر ذلك على مستوى أداء جميع العاملين فيها على مختلف مهامهم المنوطة بهم، من خلال رفع شعار (خدمة الحاج شرف ومسؤولية وأمانة) قولاً وعملاً، بصورة ملموسة، وتطبيقه على أرض الواقع بعزيمة الرجال الأوفياء الذين حملوا المسؤولية وأدوا الأمانة العظيمة الملقاة على عاتقهم بكل تفان وإخلاص، وكان النتاج هذا الغرس المبارك. هنيئاً لحكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هذا الإنجاز والنجاح لموسم الحج، وبارك الله في جهود كل القطاعات والعاملين بها، ومزيداً من النجاحات الأخرى على كل المستويات، وكل موسم حج والمملكة وشعبها وجميع المسلمين في أصقاع المعمورة يرفلون بالعزة والخير والسؤدد والأمن والاستقرار والأمان، وهذا ليس على الله بعزيز.