مسيرة الإصلاح

Abstract

يُعد التجديد سمة العصر في إدارات اليوم، فهو يهدف إلى البحث عن الكفاءة والفعالية والإبداع، حيث إن هناك الكثير من الأساليب والأهداف وعناصر العمل التنظيمي التي تحتاج إلى تعديل، فالتنظيمات الإدارية تجد نفسها من وقت لآخر أمام متغيرات جديدة تفرض عليها إجراء التغيير، إما لإحداث التواؤم بين التنظيم والظروف البيئية المتطورة من حوله وإما لحل مشاكل تعترض طريقه وتُضعف قدرته على الإنجاز، وقد يكون السبب هو تحقيق سبق معين مع توفير درجة أكبر من الفعالية وهكذا مما يبين أهمية التغيير وضرورته بالنسبة لمنظمات اليوم. في الوقت نفسه، فإن التغيير لا يعني في جميع الأحوال أن المتغير سيئ، لكنه في أغلب الأحوال يشير إلى أن الأمل في القادم عادة ما يكون أكبر.. وأجمل.السبت الماضي، تلقى الناس أخبار تغييرات خادم الحرمين الشريفين الجذرية كعملية حتمية فرضها الواقع المعاش والمستقبل المأمول في الوقت ذاته، لذا تعاظم الاهتمام بالتوجهات الجديدة وتسابق الأمل داخل النفوس طمعا في إصلاح لا يخالطه تراجع ولا يثنيه خوف أو تردد.فالتغييرات في سلك القضاء مثلا جاءت لتعبر عن نقلة نوعية ملفتة تتطلبها التنمية، كما أنها تواجه تزايد اللغط حول التفاوت بين المؤسسات الدينية وكيفية تعاملها مع المواقف والظواهر والأحداث، اليوم وبعد التغيير نتأمل أن يؤدي التنوع في أفراد تلك المؤسسات وفي خلفياتهم المذهبية إلى الخروج إلى رحابة الإسلام وسعته دون أن يتعارض ذلك مع الشريعة الغراء، بالأمس لم يكن هناك متسع لقبول الرأي الآخر أما اليوم فإن خطابنا الديني بشكل عام سيكون أكثر قبولا للآراء وتسامحا مما يجعلنا نعود للوضع الطبيعي الذي يؤكد سماحة الإسلام وثراءه وشموليته. التعليم.. كان أصلا تركة مثقلة بهموم متراكمة لم يكن من السهل تجاوزها ولن يكون، لذا فإن أمام وزيرها الجديد شبكة معقدة من المشكلات التي لا يقف حدها عند المشكلة الواحدة كما تبدو إنما تغوص في أعماق مآس وتجاوزات لا حدود لها، هي ملفات سيتعامل التغيير معها – كما أتوقع - بكل صراحة وصرامة ليشكل الخطوات الأقوى نحو الإصلاح، كذلك الصحة حيث أن همومها ومشكلاتها قد لا يمكن مقارنتها بأي وزارة أخرى، إذ تتسابق صور المعاناة لتبرز هنا وهناك بسبب عوامل يعرفها المقربون ولا شك أنها ستشكل أيضا تركة يصعب التعامل معها، لذا.. أتصور أن التغييرات الداخلية ستبقى مطلبا ملحا في كل هذه الجهات المشمولة بالتعديل والتغيير.بعد أيام قليلة، سيبدأ كل مسؤول في تجاوز رهبة البداية ليقبل على استيعاب الجوانب المتعددة للمنصب الذي يشغله، وقتها سيجد أمورا كثيرة واضحة للعيان يلزمها التغيير والدراسة والتطوير، لكنه في الوقت نفسه سيجد أموراً أخرى أشد ضراوة يلمس آثارها لكن لن يكون من السهل عليه التكهن بمصدرها أو التعرف على خباياها.. لذا نسأل الله عز وجل أن يعينهم جميعا على تحقيق الأهداف الخيرة التي وضعها خادم الحرمين الشريفين ليفعل من خلالها الأنظمة والقوانين التي بدأ بها عهده المبارك إن شاء الله. وتبقى كلمة أخيرة أهنيء فيها الصديقة العزيزة الأستاذة/ نورة الفايز على الثقة الكريمة التي تستحقها - وهي بها جديرة - والتي أكدت في الوقت نفسه اهتمام الملك عبد الله بالمرأة وحرصه على تبوئها المكانة التي تستحقها فهنيئا لها ولنا ولكل الوطن. فاكس 640ئللتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 100 مسافة ثم الرسالة