التعليم ومهارات البحث العلمي

Abstract

الأحد, 15 فبراير 2009د.محمد سالم الغامدينعلم المكانة العظيمة التي يحتلها البحث العلمي في حياة الأمم حيث يعد المنطلق الرئيس لتقدمها ورقيها، كما يعد الركن المتين الذي تقوم عليه الأنظمة التعليمية في الدول المتقدمة التي أدركت عمق تلك الأهمية فأولته جل اهتمامها وكامل دعمها وضمنت مهاراته الأساسية محتوى مناهجها التعليمية بمختلف اتجاهاتها العلمية والأدبية ومن هذا المنطلق قامت الإدارة العامة للبحوث بوزارة التربية والتعليم منذ خمس سنوات وفي أحد اللقاءات المنعقدة من قبل رؤساء أقسام البحوث التربوية بالوزارة والتي تمت إدارياً تحت مظلتها قامت بالتوصية بدعم المشروعات البحثية الرائدة التي تنفذها المناطق التعليمية حيث كان من ضمن تلك المشروعات (مشروع دليل تنمية مهارات البحث العلمي لطلاب وطالبات التعليم العام) وهو المشروع الذي تقدمت به الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة بمحافظاتها الخمس ممثلة في أقسام البحوث التربوية بإداراتها بنين وبنات وقد كان لي شرف رئاسة ذلك الفريق المتميز في جهده وفكره وعطائه ونحمد الله تعالى أننا قد وفقنا نحن أعضاء الفريق بعد مرور ثلاث سنوات من العمل المتواصل الذي شابه الكثير من العقبات الإدارية لولا الدعم المباشر من معالي وزير التربية والتعليم ومعالي نائبه لتعليم البنين والذي كان من نتاجه رفع الروح المعنوية لأعضاء الفريق المتمثل في ثلاثة عشر عضواً وعضوة من مختلف محافظات منطقة مكة المكرمة فكان المخرج النهائي لهذا الجهد المبذول فتم استكمال ذلك المشروع بما يتضمنه من مهارات اساسية بحثية وما يحتاجه تطبيق كل مهارة من اهداف سلوكية تسعى لتحقيقها ومادة علمية لازمة لتلك المهارة وآليات مقترحة لتنفيذ تلك المهارة ايضاً ونحمد الله تعالى ان هذا المشروع قد لقي قبولاً فائقاً وتشجيعاً كبيراً من لجنة التحكيم التي عرض عليها وهي لجنة قد اختيرت بعناية من أعضاء هيئة التدريس الجامعيين والخبراء العلميين من المتخصصين في هذا المجال والذين اشادوا كثيراً بفكرة هذا المشروع ومضامينه العلمية ولقد كان من حسن الحظ ان يقترن استكمال هذا المشروع العلمي التطبيقي ببدء التنفيذ لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم الذي يعد قفزة عالية ونقلة نوعية كبرى في نظام التعليم لدينا والذي يتضمن في محتواه الاهتمام الكبير بجانب البحث العلمي التطبيقي وهذا ما يدفع القائمين على هذا المشروع التعليمي الكبير على احتضان هذا المشروع المنهجي ليكون احد الاركان الهامة للمناهج المزمع تطبيقها بإذن الله ولا اخفيكم سراً ان معالي وزير التربية والتعليم حفظه الله قد رفع هذا المشروع الى القائمين على مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم وهو الان بين ايديهم ونأمل ان نرى مضامينه مادة علمية منهجية مطبقة ضمن مناهج مشروع تطوير التعليم ونرى ابناءنا وبناتنا يتجهون الى مرحلة التفكير والابداع والابتكار التي نأمل ان ينطلقوا من خلالها الى العالم الاول ليكونوا ضمن صناع المستقبل ورواد الحاضر وهذا الامر بالتأكيد لن يتم الا من خلال نظام تعليمي يقوم على التفكير المبدع والتطبيق العلمي الفاعل وها هي الفرصة بإذن الله تعالى تلوح في الافق من خلال هذا المشروع الذي نتأمل منه كثيراً وخاصة انه يتلقى الدعم المباشر والمتواصل من خادم الحرمين الشريفين وفقه الله تعالى الذي يسعى بكل صدق واخلاص لتطوير كافة الانظمة التي تقوم عليها عملية التنمية فتكون قوى دافعة للارتقاء بهذا الوطن الى مصاف الدول المتقدمة والخروج به من مأزق الدوران في حلقات مفرغة بعيدة عن سلم التطوير والترقي وكم اتمنى ان يحظى هذا المشروع باهتمام القائمين على مشروع تطوير التعليم فنراهم قد اعدوا العدة اللازمة لذلك من تطوير لمستوى اعضاء هيئة التدريس من المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات وتهيئة الظروف المناسبة لتطبيقه من ادوات ونشاطات ومقررات تخدم هذا الغرض حتى نرى مدارسنا بعون الله محطات تفريغ للمبدعين والمبتكرين في مختلف المجالات الحياتية.وكم اتمنى ايضاً ان يكون لاعضاء الفريق الذين ابلوا بلاء حسناً في سبيل الوصول الى هذا المنتج ان يكون لهم مكان في مجال التطبيق لانهم الاكثر قدرة على تفهم محتواه والاكثر الماماً بمضامينه وليكونوا محاور انطلاق لتنفيذ هذا المشروع الكبير والله تعالى من وراء القصد.www.dr-muhammed.netmsog33@hotmail.com