بين الطواف والتطواف
Date
2009-02-02xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300207Author
Abstract
إن كان الطواف في لغة العرب هو الدوران حول الشيء، ومنه سُميِّ «الطائف» لمن يدور حول البيت حافظًا له، فإن العرب في الجاهلية كان لهم شأن آخر. فقد كانوا يطوفون وهم يرددون في طوافهم «لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك» العبارة التي لم تكن متضمنة للشرك فقط، لكن حملت في طياتها معاني المادية الجوفاء . ففكرة التطواف والطواف لديهم كان مزيجاً من الشرك والتفاخر القبلي، والأغراض التجارية والأهداف السياسية والقومية، لذلك سعت كل قبيلة أثناء الطواف لاستعراض مظاهر هذا المزيج غير المتجانس من خلال رفع الأصوات الذي عبر القرآن الكريم عنه فقال : ( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية ). فالتعددية في الرؤى، والانقسام في التوجهات جزء من الصورة الجاهلية المفارقة للحقيقة التي خبئت سّر الطواف وغاياته. فمشهد الطواف الذي تنقله وسائل الإعلام للصلوات ومواسم العبادات بكل معانيه يضعنا في تساؤل دائم، وهو : لماذا المسلمون يطوفون حول البيت مرددين «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك؛ إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك» هدفهم واحد ، وغاياتهم واحدة ، ومشاعرهم واحدة، فإذا خرجوا من الحرم تعددت مشاربهم وغاياتهم وأهدافهم ! وأصبح كل منهم يطوف حول نفسه وشيطانه. أتكون هذه الأفعال والشكليات دينا أم هي أدوار تمثيلية سريعة ! أم أن الطواف في أسراره وغاياته أراده الله ليكون مجموعة من التصرفات والنسك المعزولة عن الحياة ....؟ أم أن الطواف في جوهره تلخيص للدوران حول الحياة كلها. إذ المتأمل في نسق الطواف وجوهره أن تكون حياتنا وسلوكياتنا وسياساتنا كلها طوافا حول مشيئته في كل أمورنا. والعرب والمسلمون لو أنهم طافوا في سياساتهم حول الغايات الكبرى والمركز الواحد كما يطوفون الآن، ولو أنهم اجتمعوا بشتى أجناسهم وألوانهم في رحاب الرأي الواحد كما يجتمعون حول الكعبة لما أصبحوا في ذيل القائمة يسمون العالم الثالث. والسؤال الذي يطرح نفسه ! كيف لأمة تطوف حول الكعبة يعادي بعضها البعض، ويغدر بها بالبعض الآخر . إذا .... فعلى أي المعاني يكون الطواف، وعلى أي الغايات يكون مآل التجمعات والقوافل الطواّفة ؟ ولعل الرجل الذي سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : «أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئا، أأدخل الجنة؟ قال : (نعم ) أفلح إن صدق»، لذا فهذا البيان والوعد النبوي مازال ساريا لو صدقت قلوب المسلمين وتوجهاتهم إلى يومنا هذا. كل التحية لكل جهود خادم الحرمين الشريفين المادية والمعنوية الدائمة ومبادراته الطوافة القائمة لإنقاذ غزة و لتوحيد الصف العربي وإعادة اللحمة والقوة إليه، إذ أن مبادراته الكريمة طريق جديد لتدعيم نقاط القوة، ورفض الانقسام ومحاولة للطواف البناء حول القضايا الحيوية والمركزية التي تجعل الأمة تدرك أن عزتها في التطواف والطواف حول ما يحبه الله فقط. hani077@hotmail.com
Link
بين الطواف والتطوافPublisher
صحيفة اليومVideo Number
418437Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
13016Topics
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
مناسك الحج