الهواجس والشباب

Abstract

محمد البكرالهواجس والشبابمحمد البكر كلنا يعترف بأن الفراغ آفة خطيرة تهدد شبابنا ومجتمعنا وان استمراره خطير جدا علينا خاصة ان 70 بالمائة من مجتمعنا هم شريحة الشباب.. ولكن ومع هذا الاعتراف لا توجد لدينا أي خطة او تصور لحلها. انتهت الامتحانات او هي في طريقها للانتهاء ولا نسمع في مجالسنا او مكاتبنا سوى الشكوى من طيش الشباب وتهوّرهم في السياقة و ارتياد المتنزهات والاسواق. لا أحد يفكر كيف نساعدهم او كيف نخفف عنهم وكيف نحتوي حاجاتهم ونتدارك الضغوط التي تحيط بهم من كل صوب .. والاصعب والامر من ذلك ان نتعامل معهم كوباء خطير ليس لنا حل الا الهروب منهم وتركهم يعالجون فراغهم بالطريقة التي يختارونها. هواجس كثيرة تحيط بهم كما هو حال مجتمعنا، فالهاجس الامني من جهة والهاجس الديني من جهة اخرى، وهاجس العادات والتقاليد من جهة ثالثة، والهاجس الاخطر التضييق والتشديد الذي يحيط بحياتهم من كل صوب. ممنوع عليهم التفكير إلا فيما نختار لهم، وممنوع عليهم اللبس الا بما نراه مناسبا لهم، وممنوع عليهم اختيار الاذاعات والبرامج الا التي نقننها ونفرضها عليهم ونتجاهل حاجاتهم وحقوقهم وتطورات العصر والتغييرات التي تحدث من حولهم. لقد قتلنا الوسطية رغم اننا نتعلمها من قائد هذه الامة خادم الحرمين الشريفين (ايده الله) والنتيجة اما ان يكون لدينا جيل متطرف لا يعجبه الا الغلو او جيل مضاد لا يهمه الا الفوضى والانحراف والمخدرات والجنس، وتركنا هذين الجيلين يتعاركان في الشوارع والاسواق والمتنزهات. للاسف الشديد فقد افرغنا هؤلاء الشباب من عناصر التفكير والابداع وحصرنا حياتهم في حدود ضيقة فأصبحوا ادوات ازعاج ومصدر خطر في الداخل والخارج .. بعد ان اصبح الممنوع قاعدة والمسموح نادرا. نضع برامج لملء الفراغ حسبما نراه وما نريده وليس حسبما يرونه أو يريدونه ونعتقد ان برامج الصيف المكررة بأفكارها المتواضعة هي الحل المثالي، رغم أننا نصرف عليها مبالغ كبيرة من مصادر متباينة. لم تفكر إحدى ادارات التعليم في عمل ندوات مفتوحة يقول الطالب فيها ما يريد دون قيود أو حدود ليعرف المسئولون في المدرسة ما يريد او يتمنى، ولم تفكر جامعة في النزول إلى الشارع لمعرفة مشكلة الشباب، ولهذا تبقى هذه المشكله كبيرة وخطيرة بلا حدود. أخشى ان يكون شبابنا كالتائه في الصحراء لا يعرف اين يتجه ومع من يتحدث، كما اخشى ان تكون حياتهم سطحية تفتقر للجدية والعمق ووضوح الرؤية والهدف المنشود. والاخطر من كل ذلك الى أي مدى ستؤثر هذه الحياة بهم وبالمجتمع الذي يعيشون فيه، والمستقبل الذي ينتظرهم خاصة انه ليس بين أيدينا نظرة واقعية لما يعانونه وما يحتاجونه.. ولكم تحياتي. SawaliefJlotueil.com