رسالة مفتوحة إلى فارس الخيل والتراث متعب بن عبدالله: متى نرى ( دار التراث ) لحفظ تراثنا وتدوينه وتطويره وتنظيمه ؟

Abstract

التراث الشعبي.. نتاج إنساني عجيب يتجاوز جميع الحدود ويداعب كل النفوس ولا يعترف باللغة لأنه يتحدث عن نفسه لأنه ينطلق من الذات وبالتالي تستقطبه الذات الأخرى بسلاسة وبدون تردد ويؤثر في النفس بكل جمال وهدوء. لكن.. هل يوجد في بلادنا جهة ترعى ذلك الموروث الشعبي الهائل بجميع فنونه وجوانبه المادية والمعنوية..؟ تردد هذا السؤال سابقاً في ندوة مصغرة في ديوانية العاصمية جمعت كلاً من الملحق الثقافي المصري الاستاذ صبري النشار والشاعر والمستشار الاعلامي شريف رستم والفنان التشكيلي فهد الربيق والأستاذ مدثر العبد الكريم مدير قناة غنوة ومرسال وفرقة محمد الثنيان التي قدمت مجموعة من الألحان الشعبية من سامري وخبيتي ومجرور وغيره وكان الحوار مثيراً وبناء ويحمل صفة الواقعية والابداع غير أن -ومرة أخرى- تردد هذا السؤال: لماذا لا يوجد جهة رسمية ترعى الموروث الشعبي عرضاً وتسجيلاً وتوثيقاً وحماية وتطويراً؟. تفجر في داخلي هذا السؤال المهم وأنا أتابع صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز الفارس وعاشق التراث ومهندس الجنادرية المبدع وتذكرت اللقاء الصحفي الذي جمعني بسموه ودار الحديث حول هذا الموضوع وكذلك الاجتماع الذي دار في منزله العامر وضم المهتمين بالشعر والابداع وفيه تم بحث موضوع دار الشعر الشعبي باشراف بدر الشعر سمو الأمير بدر بن عبد المحسن.. والآن وبعد مضي فترة من الزمن هاهو هذا السؤال يعود مرة أخرى ليطرح نفسه على فارس التراث والجنادرية متعب بن عبد الله في رسالة مفتوحة عبر المدارات المبدعة ليكون الحوار أوسع وأشمل وأكمل وأكثر فائدة. فارس الخيل والتراث والابداع الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز حفظكم الله لهذا الوطن كأحد أبنائه المخلصين الذين ارتووا من معين والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله.. في حب الاصالة والانتماء وعشق أرض هذا الوطن المعطاء. سيدي.. منذ أن وحد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه هذه البلاد الطيبة وضمت مختلف الأطياف والمناطق والمشارب والرؤى الضاربة في عمق التاريخ والحضارة والتراث وجد الابداع مناخاً ملائماً للازدهار والتطور وبناء آفاق جديدة من الثراء الوجداني المعبر من خلال الآهة والفكرة والحركة والتجلي والتعبير عن الذات كل على حسب موقعه الجغرافي والفكري والاجتماعي.. فضمت بلادنا الشاطىء شرقاً وغرباً بألحانه المترعة بالبحر....