أحلام على القمة

Abstract

في بهو إمارة منطقة الباحة كنا نشاهد الاستعدادات لتجهيز المكان من أجل حفل تدشين المشاريع على يدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال زيارته التاريخية قبيل أيام.. وبينما رحت أراقب تلك التقنيات المتقدمة وأتحدث مع بعض الشباب دخل علينا رجل بلا مشلح أو بروتوكولات أو طقوس خاصة، شاب ديناميكي أخذ يوجه هذا ويشير إلى ذاك. كان ذلك الرجل الأخ الدكتور علي بن ناصر الغفيص، محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني. جلسنا لتبدأ بروفات الأجهزة الصوتية والمرئية، التي كانت في منتهى الجمال والتقدم التكنولوجي، فقلت ممازحاً الدكتور علي: من أي بلد استقدمتم هؤلاء التقنيين الذين نفذوا هذا العمل. وكان ذلك استفزازاً كافياً ليقوم بنفسه بمناداة مجموعة من الشباب السعوديين ويعرفني عليهم واحداً واحداً مؤكداً أنهم من نفذوا العمل في الباحة، وقبل ذلك في الطائف، ثم بدأت بالتعرف على بقية فريق المؤسسة الموجود هناك، بينما الدكتور علي يشرح بفرح شديد الطموحات الهائلة للمؤسسة والبرامج التطويرية القادمة. لم يشأ الدكتور علي أن ينقطع حديثنا فأصر بكرمه على أن نتناول الغداء معاً في قمة جميلة من قمم الباحة، وهناك راح يطلق بصره في الأفق وكأنه يستشرف أحلاماً لذيذة مؤكدة، كما أن حديثه لم يكن خالياً من الأرقام والإحصاءات التي تقارن الماضي بالحاضر وتوقعات المستقبل، وأيضاً إعطائنا تجارب لبعض الشعوب التي ركزت على مثل هذا التعليم وراهنت عليه لتقطع بذلك مراحل متقدمة في مشوار التعليم الفني والتدريب المهني. إنني أحترم كثيراً أمثال هؤلاء المسؤولين (العشاق) لعملهم، وليس المسؤولين الذين لا يزيدون عن (موظفين) تنتهي علاقتهم بمجرد مغادرة المكتب في نهاية اليوم. ولذلك فإنه لا بد من الدعم الكبير لمشاريع المؤسسة التي قرأتها وأجزم أنها سوف تدفع بأجيال قادرة على نفع وطنها بشكل كبير.