إيقاف القنوات الفارغة مؤقتا يرحم الواقع العربي المر

Abstract

في الوقت الذي فتحت فيه حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظها الله الباب على مصراعيه للتبرعات الشعبية لصالح إخواننا اللبنانيين جراء ما حدث لهم من أحداث أخيرة، وفي الوقت الذي يشاهد فيه ملايين هذا الشعب الذين اشتهروا بالعطف والرحمة كان هناك من أبناء وبنات الأمة من يعيش موجة انفصام عاطفي وهدر أخلاقي وتبذير للمال في غير محله وأنا أقصد هنا أولئك الساهرين المتابعين للشات في القنوات العربية الفضائية وللأسف ففي اللحظة التي تعرض فيها إحدى القنوات الإخبارية صرخة طفل لا ترى وجهه من الحريق تأتي لتطالع بقية القنوات الفضائية لترى العجب من جملة الأغاني المقدمة الهابطة وغير الناجحة وتلك الرسائل العارمة ذات الرصيد العشري.. في الوقت الذي تتشتت فيه الأسر أخذت إحدى القنوات مقلبا فضائيا ترى أنه يساهم في بناء الأسرة المسلمة وبينه وبين هذه الأسرة المسكينة آلاف الأميال وبعد انتهاء البرنامج والتصويت طالعوه الآن لتجدوا أنه تحول إلى منتديات غزل عيني عينك وما تبقى للبنت والشاب إلا وصف البيت، حيث يبدأ الشاب والفتاة التعارف على الشات ومن ثم الانتقال للمنتدى الخاص بالقناة وتقول هدفنا أسرة مسلمة.. أحدهم رمز لنفسه بفلاديمير يقول في رسالته لبنت البرد: هل تحب البنت الرجل قوي الشخصية أو المحتال؟. وأخرى ترمز لنفسها بعاشقة النوم تسأل: أين أنت يا من أصحى عشانه؟ قناة أخرى تستقبل آلاف الرسائل والرموز السعودية فقط من أجل سؤال طوال اليوم يقول: ما هو الذي تجده فوق النهر وتجده تحت البحر؟ وخذ أجوبة الذي يقول السمك والذي يقول السفن والذي يقول الجبال.. قناة أخرى تقول أرسل اسمك واسم محبوبتك لنرى كم نسبة التوافق بينكما. هذا والتلفزيون السعودي في قمة التبرعات.. ومن تكلم في هذا؟ ومن تحذر؟ هل تحذر لبنان التي استضافت بعض تلك القنوات؟ هل تحذر أولئك المطربون الذين ترعرعوا في لبنان وأدوا أجمل كليباتهم فيه؟ أين هؤلاء المطربين على فكرة؟ متى يتم سداد فواتير شهرتهم لهذا البلد؟ الخبر يقول: قفزت التبرعات الخيرية في السعودية إلى فوق 76 مليونا وقفزت مسابقة فارغة في إحدى القنوات إلى 14000 دولار.. صورة عجوز تصارع الموت في لبنان وفي نفس الوقت وفي إحدى القنوات الفارغة مطربة عربية تقوم بقص ملابس زوجها انتقاما منه.. صور للدفاع المدني يحاول إخراج أربع وستين جثة من تحت الأنقاض وتلك الفنانة تؤدي كليبا بملابس عسكرية للجيش اللبناني وطالع فيه يا محبوبي.. يا عالم يا عرب. الجهود لا تتوحد إذا كانت متضادة ذلك يتبرع بمبلغ عشرة ريالات وذلك يتبرع بنفس القيمة برسائل عاطفية فارغة.. على الأقل تتدخل الحكومات العربية هنا وتوقف هذه القنوات بعض الشيء رحمة بالواقع العربي المر ورحمة بلبنان وأهل لبنان.. يا أصحاب هذه القنوات أين العروبة يا مدعيي العروبة، أوقفوا قنواتكم وحفلاتكم الصاخبة.. نحن في حاجة الدعم النفسي بالذات في هذا الوقت.. أوقفوا الغزل الفاحش بالرسائل على هذه القنوات.. شبابنا في حاجتنا ونحن في حاجتهم.. وشبابنا لا يعلمون عما يحصل شيئا.. على الأقل إذا لم تستطيعوا إيقافها فلتتبن شركات الاتصالات مع وزارة الإعلام في الدولة إنشاء قناة خيرية تهدف رسائلها وإعلاناتها لإغاثة المنكوبين من الأمة وليقف على هذه القناة أهل الخير من الدولة.. يا أهل الفضاء والقنوات افعلوا بعض الشيء ساهموا في توضيح الصورة ودعمها.. وساعدونا في القضاء على هذا الانفصام، وستكونون سعداء عندما تأتي تلك القناة وتلك لتقول تبرعنا بدخل ذلك اليوم من الرسائل لدعم لبنان.