لماذا ثلاثة ملايين مواطن تحت خط الفقر ؟

Abstract

لماذا ثلاثة ملايين مواطن تحت خط الفقر ؟ أثار التقرير السنوي الذي رفعته وزارة الشؤون الاجتماعية لمجلس الشورى عدداً كبيراً من الأسئلة حيال مخصصات وزارة الشؤون الاجتماعية وعن مصير تلك المخصصات.يشير التقرير إلى أن ثلاثة ملايين مواطن تحت خط الفقر، وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا ثلاثة ملايين مواطن تحت خط الفقر؟ وما هو دور الوزارة في التعامل مع قضايا الفقر في المملكة؟ وما هو مصير إستراتيجية الفقر الذي اعتمدت في العام 2004؟ حسب ما نشرت الزميلة الشرق الأوسط بتاريخ 27 أبريل 2004، وأين تذهب مخصصات الصندوق الخيري الوطني والذي تتم تغذيته بثلاثمائة مليون ريال سنويا، والغريب لماذا لا يعرض الموقع الإلكتروني للصندوق أي بيانات عن الفقر أو دوره وفي المقابل يعرض بيانات عن حجوزات الفنادق وألعاب بلايستيشن!إن التقرير ليوضح أن الوزارة تتعامل مع رقم الفقراء وكأنه شيء طبيعي، ولو لم يكن كذلك لكانت الوزارة قد أذاعت الرقم قبل أن يصل إلى قبة الشورى، وهنا مجموعة من الأسئلة تطرح نفسها، أين تذهب تبرعات المحسنين للجميعات الخيرية؟ وماذا سيكون مصير الفقراء لو لم يكشف مجلس الشورى عن تفاصيل التقرير؟ هل سيستمرون على حالهم! والسؤال الأهم كم هي مخصصات الضمان الاجتماعي لكل فرد؟يشير الموقع الإلكتروني للوزارة أن مخصصات الضمان الاجتماعي للفرد الواحد تبلغ 861 ريال شهرياً، والسؤال الآن هل يكفي المبلغ السابق لحياة الإنسان بكرامة!وخصوصاً أن الوزارة مقرة بأن لدينا ثلاثة ملايين من أبناء جلدتنا تحت خط الفقر، ولماذا لم تنشر الوزارة ذات التقرير على موقعها الإلكتروني؟ وما هي خطتها للتعامل مع الرقم المفجع من الفقراء.بيانات وزارة العمل تشير إلى أن عدد العاطلين 453 ألفاً حسب إحصائية الربع الأول من العام 1429هـ، وهذا يعني أن نسبة الفقراء العاطلين لا تتجاوز 15%، وهنا سؤال يطرح نفسه كيف يكون 85% من الفقراء موظفين؟! وكم هي الرواتب التي يتقاضونها!موقع وزارة الشؤون الاجتماعية يشير إلى أن لدى الوزارة حزمة برامج جديدة ابتداء من 2/6/1427هـ، وتشمل ترميم المساكن، الحقيبة والزي المدرسي، توفير الأدوية للأمراض المستعصية،المشاركة في تسديد فواتير الخدمات، و بطاقة الشراء المخفض للمواد الغذائية، والسؤال الآن ما هي حصيلة تنفيذ البرامج السابقة وكم عدد المستفيدين منها حتى نهاية العام 1429هـ.أتمنى أن نجد من الوزارة إجابة رقمية واضحة محددة.الحل الآن هو تقييم واقع الفقراء الثلاثة ملايين ومستوى تعليمهم وأسباب وجودهم تحت هذا خط المرير،ومن ثم إعداد خطة زمنية لتحسين مستوى دخلهم بحيث يتم رفع مخصصات الضمان الاجتماعي بشكل مؤقت مع إحكام الرقابة المالية حتى تصرف لمستحقيها،ومن ثم يتم العمل على محورين: الأول التنسيق مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لضمان مقاعد للفقراء وأبنائهم في جامعاتنا الوطنية وتحديد نسب لهم من المقاعد في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والثاني التنسيق مع وزارة العمل لتدريبهم من خلال المخصصات المالية المتوفرة في صندوق تنمية الموارد البشرية لتأهيلهم لسوق العمل، وبعدها يكون الوقت قد حان لإعادتهم إلى مواقع عملهم أو بحثهم عن فرص عمل جديدة تتلاءم مع تأهيلهم الجديد، وبذلك تكون الحاجة إلى استمرار المعونات للفقراء أقل، ويسهل تحويل مخصصات الضمان الاجتماعي إلى مشاريع خدمية واجتماعية ذات جدوى أكبر، وتكون قد بدأت نسبة الفقراء بالانخفاض تدريجياً.maghrammba@gmail.com