إلى فردوس الخلد.. يا أبا عبد الرحمن!
Date
2009-05-24xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300529Author
Abstract
إلى فردوس الخلد.. يا أبا عبد الرحمن فقد الوطن قبل أيام رجلا عالي الهمة غالي الحضور، ليس ككل الرجال، وفقد برحيله مسؤولا قويا وأمينا ليس كمثله كثيرون، عصامية وريادة وولاء، ذلكم هو معالي الوالد الغالي الشيخ محمد بن عبد الله النويصر، رئيس الديوان الملكي (سابقا)، رحمه الله رحمة المرضي عنهم، وأسكنه فسيح خلده.**وحين أتذكر أبا عبد الرحمن، يستعرض الخاطر شريطا عطرا من الذكريات عنه رحمه الله : فقد كان الوالد الحنون، والأخ الصادق، والولي الحميم، ليس في محيط أسرته الكريمة فحسب، ولكن إزاء كل من شرف بالعمل معه عن قرب زميلا كان أو مرؤوسا.وكان إلى جانب ذلك إداريا حكيما جمع بين نقاء النية، وقوة الإرادة، وحزم وعزم الرجال!**كان يعمل بلا كلل ولا شكوى متدثرا بصمت عجيب ودأب مهني صبور أشد عجبا آناء النهار وأطرافا من الليل، فاكتسب بذلك صفة القدوة المثلى بين أقرانه ومرؤوسيه ومعاصريه، في أداء الواجب، حتى إن كلفه ذلك شيئا من العسر العسير في صحته وراحته، وقدرا من طقوس الحميمية الاجتماعية مع الخل والقريب والصديق.استأذنك الآن يا سيدي الفقيد الغالي بمناجاتك عن قرب فأقول:* لقد كنت قريبا من ربك، فرضي عنك وأرضاك بما أسعدك دنيا وآخرة، بإذنه تعالى.* وهنيئا لك بدعاء من يدعون لك الآن وكل آن عبر هذا الوطن.* منهم الشاب والمسن والمريض وذو الحاجة.. كنت لكل واحد منهم غيمة فرح أطفأت ظمأ العوز في حياته!* ومنهم المسكين الذي أرهقته تكاليف الحياة، كنت له بعد الله عونا تقيل عثرته وتلبي حاجته بمالك وجاهك ونبل خلقك.* ومنهم المكلوم الذي وقفت إلى جانبه في لحظة ضيق، واليوم تفيض عيناه إن كان من الأحياء شكرا لله ودعاء لك بالرحمة والرضوان.**أما أنا، فقد تفيأت ذات زمان بظلك الوارف الحنون، وكان ذلك منذ نحو خمسة وثلاثين عاما، حين شرفت بالعمل تحت إشرافك مستشارا إداريا في ديوان رئاسة مجلس الوزراء بتكليف سام من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز طيب الله ثراه، بدءا من غرة المحرم 1396هـ وبعد ثلاثة أشهر تم تثبيتي رسميا في الديوان بالمرتبة الرابعة عشرة، واستمرت العلاقة المباشرة معك مشرقة بالفرح والإنجاز عاما وثلاثة أرباع العام، حتى تم اختياري أمينا عاما لمجلس الخدمة المدنية، ولن أنسى قط ترددك رحمك الله بادئ الأمر في الموافقة على ذلك التعيين كي استمر في خدمة الديوان، لإنجاز ما يمكن إنجازه في آليات العمل وأدواته، قلت لك لحظتئذ، إنني رهن إرادتك، إن شئت رحلت إلى المهمة الجديدة، وإن شئت بقيت، فكان ردك، إنني لا أكره لك يا عبد الرحمن مصلحة ولا نفعا في مكان آخر، لكن ثق أنك ستعود بإذن الله إلى هذا المكان.. أو غيره لتستأنف منه مشوارا جديدا!**قلت ذلك يا سيدي وكأنك تقرأ صحائف المستقبل، إذ عدت بعد 18 عاما من الخدمة المتواصلة في مجلس الخدمة المدنية، تأسيسا لأمانته وإدارة لشؤونها، لأشرف بمنصب نائب الأمين العام لمجلس الوزراء في عهد أمينه السابق طيب الذكر والذكرى معالي الوالد الشيخ عبد العزيز السالم، ثم أمينا عاما له بعد انتقال معاليه ليشغل وظيفة مستشار لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ ايده الله.**وبعد، إن فقدنا لك عظيم يا سيدي، لأنك كنت (مجموعة إنسان) بمواصفات من الزمان والمكان والقدرات غير عادية، وكنت في كل حال وآن نعم القدوة أمانة وصدقا وريادة، حتى بعد أن أدركك قلق السن وأرق السنين، حرصت أن تبقى في الميدان أمينا على ما أؤتمنت عليه.**رحمك الله يا أبا عبد الرحمن رحمة واسعة، وأظلك بظلال غفرانه، يوم لا ظل إلا ظله، وعزاؤنا من بعدك أشبالك الغر الميامين وشقيقاتهم وآلهم الكرام، ثم سيرتك العطرة المستقرة في وجدان كل من عرفك وأحبك.. عبر السنين.
Publisher
صحيفة عكاظVideo Number
431156Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
15611Personals
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
محمد بن عبدالله النويصرة
Topics
المجتمع السعوديOrganization
الديوان الملكي - السعوديةThe name of the photographer
عبدالرحمن بن محمد السدحانDate Of Publication
20090524Spatial
السعوديةالرياض - السعودية