قمة مكة الإسلامية آمال وطموحات

Abstract

مرحلة دقيقة وظروف حساسة ومعطيات جديدة تشكّلت بفعل المتغيرات والتحولات في عالمنا. بات هذا المشهد البانورامي هو الصورة الماثلة للعيان عما يجول في عقول السياسيين، وهو أمر يثير القلق لدى الشعوب العربية والإسلامية، ويجعلها تفكر في مستقبلها ومستقبل أجيالها القادمة. تُرى هل تحقق القمة الاستثنائية الآمال المعقودة عليها، بعد إخفاقات وتراجعات التكتلات الإقليمية (بدءاً بمجلس التعاون الخليجي ومرورا والمغاربي ونهاية بجامعة الدول العربية)؟! هل يكون في تفعيل التكتل الاسلامي الجديد أمل في الخروج من بيانات الشجب والاستنكار والتنظير الى معالجة أكثر موضوعية وأقرب ارتهانا الى المنطق والمعقول والممكن؟! يبدو أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، استشعر بخطورة الوضع، وان ذلك يتطلب وقفة حازمة وصريحة تقتضي المكاشفة والشفافية، فعهد المجاملات قد ولى، والزمن لم يعد يرحم. فالعالم الاسلامي يتعرض لحالة من الانهيار الفكري والديني والاقتصادي، فضلا عن مشاكل داخلية لدولة تكمن في الفساد والفقر والحروب الأهلية وانتشار الأمراض الفتاكة وبطء في التنمية وتخاذل في بناء الإنسان معرفيا وثقافيا. ولكن لماذا مكة مكان لانعقاد القمة؟! لقد أرادها خادم الحرمين الشريفين رسالة لكل القادة، في أن حرمة المكان وقدسيته يفرضان على الجميع أن يضطلعوا بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم في تحقيق آمال وطموحات شعوبهم. كما أن الإسلام كدين تعرض لتشنيع وتشويه على أيدي الجماعات المتشددة التي كانت سببا في ظهور مصطلح (الحرب على الإرهاب) فكان شعارا استخدمه الغرب كذريعة لإحباط أية مشاريع ونشاطات أسلامية تنويرية. ليس من جديد في القول إن ثمة مفاهيم مغلوطة والتباسا بيّنا لدى الغرب حول صورة الإسلام الحقيقية، ولذا كنت سعيدا بأن هذه القضايا أثيرت في القمة، كون التحضير لها لم يكن تقليديا، بل ارتهن الى العلمية إن جاز التعبير، فالمسألة لم تعد بروتوكولات ومراسيم وكلمات، بقدر ما انها دراسة وتحليل ورغبة في المعالجة، ولهذا تفردت هذه القمة بأن سبقها اجتماع موسع لعلماء ومفكرين من عالمنا الإسلامي يمثلون مختلف الطوائف والمدارس الفكرية الإسلامية ليطرحوا وجهة نظرهم حول الأوضاع الراهنة، وما يمكن أن يطرحوه من حلول. بمعنى أن هذه القمة طابعها سياسي، ولكن هيكلها ومضمونها فكري وثقافي، بدليل مشاركة العلماء والمفكرين في التحضير لمواضيع القمة....