هرم المغني فارحموه

Abstract

جدل هرم المغني فارحموه صالح الفهيد أعرف عددا من مديري فروع الوزارات في المناطق، مضى على تسلمهم مهامهم 20 عاما، وبعضهم أكثر من ذلك. ولا يزال هؤلاء يواصلون عملهم وكأنهم غير معنيين بالتغييرات الوزارية التي تجري في قطاعاتهم.. فأحد المديرين مر عليه أكثر من خمسة وزراء وهو صامد في موقعه رافعا شعار (يا جبل مايهزك ريح).لقد شاخ بعضهم وهرموا وتيبست أطرافهم وهم لا زالوا قابضين على كراسيهم.. وما ان يحين موعد التقاعد حتى تجد بعضهم مستنفرين يطرقون كل باب للحصول على التمديد.أستطيع الجزم بأن التغييرات الوزارية على أهميتها لن تحقق غاياتها كاملة، ما دام ان الإدارات الحكومية الأكثر التصاقا بالمواطنين، والتي تعنى بتنفيذ سياسات وبرامج ونشاطات الوزارات، وتتعامل مع المواطن بشكل مباشر، يمسك بها قياديون (مزمنون) مضى عليهم سنوات طويلة في مواقعهم، ولم يعد لديهم جديدا يقدمونه، بل إن بعضهم تحول مع مرور الوقت الى صخرة تتحطم عليها كل توجهات الوزير نحو الإصلاح والتحديث والتطوير.. فقد تجاوزهم الزمن ولم يستطيعوا مجارات التغييرات التي تحدث على كل صعيد .. فبقوا وفيين لتعاليم وتقاليد العمل في المدرسة القديمة التي أنتجتهم.وإذا كان مثل هذا الوضع مقبولا الى حد ما في السابق.. فينبغي أن ينتهي الآن مع شيوع ثقافة التغيير في بلادنا.. ومع التوجيهات الكريمة والحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أجرى تغييرا وزاريا جوهريا يجب ان نفهمه باعتباره رسالة تتجاوز تغيير الأسماء والأشخاص الى ماهو أكثر عمقا، وأكثر ملامسة لصميم أساليب وأداء وفكر هذه الوزارات. وما نطالب به هو انتهاج سياسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في التغيير، وان لا يتوقف التغيير عند أبواب الوزارات، بل ينبغي ان يمتد ليصل الى الفروع في المناطق، لتغيير مديريها ممن مضى عليهم سنوات طويلة في مواقعهم دون ان يقدموا ما يشفع لهم بالاستمرارية. ولا أدري لماذا لا تحدد فترة عمل مديري الإدارات الحكومية بخمسة أعوام تمدد لفترة واحدة فقط، وضمن شروط معينة، لضمان ضخ دماء جديدة في شرايين العمل الحكومي، وإعطاء أفق للموظفين الذين شاء حظ بعضهم العاثر ان تموت أمانيهم وتطلعاتهم في العمل عند أبواب مكتب المدير المزمن.واذا كان الشاعر الكبير بدر شاكر السياب تمنى في قصيدته الموسومة بـ (هرم المغني) على من يلحون عليه بالجديد ان يتوقفوا ويرحموه فقد هرم ولا جديد في جعبته، فنحن نرجو من بعض مديري الإدارات الحكومية ان (يرحموا المواطن) فلا جديد عندهم يبرر البقاء كل هذه السنوات في مواقعهم.