إغلاق 950 محلاً تجارياً ضمن نطاق مشروع التوسعة توسعة الحرم المكي ترفع أسعار إيجارات المحال التجارية إلى 200 %

Abstract

تودع المنطقة المركزية للحرم المكي بعد 12 يوما أقدم أسواق مكة المكرمة التي أنشئت قبل نحو 70 عاما، ويغادر ملاك 950 محلا تجاريا تلك الأسواق بعد أن شملت التوسعة الجديدة للساحات الشمالية مواقعهم. وقدر متعاملون في تلك الأسواق التي تتنوع أنشطتها في أكثر من 20 نشاط تجاري استثمارات تلك المحال بأكثر من مليار ريال. وباشرت أمس خمس جهات حكومية وأهلية مكونة من إمارة منطقة مكة المكرمة وأمانة العاصمة المقدسة والمالية والكهرباء وأعضاء من القطاع الخاص في حصر المحال التجارية التي سيتم إغلاقها مطلع الشهر المقبل. وكشف لـ الاقتصادية المهندس غازي الحربي رئيس بلدية الغزة أن عدد المحال التجارية التي ستغلق خلال الشهر المقبل تبلغ نحو 950 محلا تجاريا حاصلة على تصريح ورخصة مزاولة المهنة من قبل فرع البلدية، مشيرا إلى أن هناك محالا حاصلة على رخص العمل ولكن لم تباشر أعمالها في تلك المحال. وشهدت عقود إيجارات المحال التجارية في المنطقة المركزية في مكة المكرمة ارتفاعات كبيرة بعد إعلان وزارة الشؤون البلدية لجنة تطوير الساحات الشمالية البدء في تنفيذ التوسعة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين مطلع الشهر المقبل. وأشار عدد من التجار إلى أن هذه الارتفاعات التي وصلت إلى 200 في المائة أجبرت بعضهم على التحول إلى محال أخرى خارج المنطقة المركزية فيما أصر آخرون على البحث عن محال تجارية داخل نطاق المنطقة المركزية للحرم على الرغم من أن إيجاراتها تلتهم أجزاء كبيرة مما يحققونه من أرباح. يقول عماد القرشي صاحب محل تجاري في المنطقة المركزية اضطررت لأن أبيع كل مستلزمات المحل الخاص بي في المنطقة المركزية، بعد أن دخل المحل ضمن نطاق المشروع نظراً لأني لم أستطع أن أوفق بين الدخل والإيجار المرتفع في مواقع أخرى من المنطقة المركزية للحرم، وبحثت عن سوق آخر رغم أنه بعيد عن منطقة المسجد الحرام إلا أني حرصت على أن يكون من الأسواق المعروفة لأهالي مكة وزوارها. وأشار إلى أن معظم هذه المحال التجارية التي تم إبلاغ أصحابها بضرورة إخلائها تقع تحت فنادق المنطقة المركزية. ويخالفه في الرأي محمد سمر قندي إذ يقول اضطررت إلى البقاء في المنطقة المركزية والبحث عن محل ليتم نقل نشاطي إليه وهو نشاط بيع السبح لأنها أصبحت قلب المدينة النابض ومركزها التجاري، لذا يحلم جميع التجار في أن يكون لهم محال تجارية بها ورغم أن الإيجار السنوي يؤثر في المحصول إلا أن التاجر الشاطر الذي يوازن أموره لا بد أنه في النهاية سيكسب. وطالب أصحاب المحال التجارية الأصليون أن يراعوا التجار فقد بلغت أسعار الإيجارات في المنطقة المركزية بما يراوح بين 100 ألف ريال ونصف مليون ريال وهذا يمثل عامل طرد للتجار وليس عامل جذب. وتعد المنطقة المركزية للحرم أهم المراكز التجارية في مكة بل هي المركز التجاري ومحطة الاستثمار الناجح ولها مستقبل كبير خاصة أن هذه المنطقة تتوسع بشكل سريع وبها من الاستثمارات ما يجعل كل تاجر أو رجل أعمال يحرص على الاستثمار والمنطقة المركزية تشهد إقبالا كبيراً متزايداً من تجار مكة نظراً لموقعها التجاري المهم. وتحقق المحال التجارية في المنطقة المركزية نسبة عوائد مرتفعة وذلك لقربها من المسجد الحرام وارتفاع معدلات الإشغال التي راوحت بين 40 و90 في المائة سنويا. وكان عدد من الباحثين قد أعدوا دراسات الجدوى الاقتصادية لمشاريع مقترحة ضمن نطاق المنطقة المركزية وغير ذلك من الدراسات التي أوصت بالعديد من المقترحات التطويرية التي أسهم تطبيقها إضافة إلى تحديث أنظمة البناء في ارتفاع معدل العائد الاستثماري الداخلي إلى قيم مجدية تجاوزت 9 في المائة مع احتساب قيمة الأرض، وتبين من خلال الدراسات وجود عدة مجالات استثمارية ذات جدوى اقتصادية وبتكاليف متوسطة. ومن أشهر الأسواق التي ستُزال لصالح التوسعة سوق (المدعى)، حيث يزيد عمره على الـ 70 عاماً ولهذه التسمية قصة كما جاء في (كتاب أعلام الحجاز للمقري)، حيث ذكر أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه دعا في السيل الذي شهدته مكة المكرمة، ولذلك سمي هذا المكان المدعى وقيل إنه سمي بهذا الاسم لوجود المسجد الذي كان يدعى للميت عنده بعد خروجه من المسجد الحرام بعد أداء الصلاة عليه. وتتنوع أنشطة المحال التجارية في هذا السوق بين بيع الأقمشة بكل أنواعها وكذا الساعات والسبح والأواني المنزلية والصرافة وغيرها كالأشرطة الدينية.