هل يستحق هؤلاء تبرعاً سخياً ؟
Date
2007-01-09xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14271219Author
Abstract
تبرع جلالة الملك قبل عدة أسابيع بمبلغ 36 مليون ريال موزعة بالتساوي بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد العزيز لتأسيس مراكز أبحاث في مجال تقنية النانوتكنولوجي. لست ضليعا ولكنني فهمت أنها تقنية تبحث وتعمل على تطبيقات جديدة في منتهى الصغر حجما، حيث تصل إلى التحكم في تكوين المادة على مستوى الجزيئات والذرة المكونة للمادة، هذه التقنية هي ما بعد عصر إلكترونيات وتقاس بالواحد على مليون من سمك شعرة الإنسان ولها استعمالات وتطبيقات كثيرة في الحاسبات والطلب وعلوم المواد ذات العلاقة بالأسلحة والطيران على سبيل المثال. فهذه جبهة جديدة في العلم وتطبيقاته التقنية، لذلك أتى هذا التبرع السخي عن وعي بالحاجة إلى وضع البذرات الأولى في هذا المجال المهم مستقبليا. الأبحاث العلمية سواء نظرية أم تطبيقية عملية طويلة الأجل في أحسن الأحوال، فماذا عسى أن تكون الحال في مجتمعات العالم الثالث؟ للأسف إن الكثير من هذه التبرعات السخية للجامعات ومراكز الأبحاث لم تستغل الاستغلال الأمثل لبناء نواة علمية وبحثية مستدامة (قادرة على العطاء المتواصل من الاختراعات وتهيئة الطاقة البشرية والتواصل مع القطاع الخاص لتراكم القيمة المضافة في المجتمع الاقتصادي). أتى هذا التبرع بالتساوي وبحجم جيد قياسا بالتكاليف الباهظة وكذلك في بُعد النظر ولذلك وجب علينا الحرص في تعظيم الفائدة والحذر من سوء الاستعمال، ولذلك أتقدم باقتراح خطة عمل مبسطة آخذا في الاعتبار أن المملكة لا تتحمل عدة مراكز كبيرة في هذا المجال الحيوي لأسباب مادية وبشرية، أحد أبرز المحفزات لأي نجاح هو استعمال المنافسة الشريفة ولذلك يجب أن تكون المنافسة في قلب أي عملية فرز صعبة تخدم المجتمع السعودي. يستحسن أن تشكل لجنة من خمسة أشخاص قادرة على تقييم الأبحاث نظريا وعمليا في مجال النانوتكنولوجي وأن تكون هذه اللجنة من اثنين من أبرز (علماء) مدينة الملك عبد العزيز وثلاثة علماء أجانب في هذا المجال، تقوم هذه اللجنة بتقييم مراكز أبحاث تقنية النانو في هذه الجامعات السعودية بغرض إبعاد الأضعف منه والإبقاء على جامعتين فقط بعد ثلاث سنوات، ومن ثم إجراء منافسة لاحقة بعد عدة سنوات لاختيار مركز وطني واحد لهذه التقنية. بعد نهاية الجولة الأولى من المنافسة يقسم أي تبرع لاحق أو اعتماد ميزانية ذات طابع استمراري بالتساوي بين الجامعتين فقط لحين إكمال الجولة الثانية ثم يذهب كل تبرع أو ميزانية للمركز المتميز فقط. يجنح الكثير عند الحديث عن التنمية والتطور الاقتصادي إلى محاولة إيجاد حلول شمولية تغازل الغيرة من الدول المتقدمة أحيانا ومشحونة بالعواطف مرات وخيال استراتيجي خصب مرات أخرى، أو حتى استفادة ضيقة من تبرع سخي لهدف نبيل، لذلك علينا الحذر والمراقبة والمتابعة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لا بد لنا من الوعي بالتنمية، والتطور يأتي من خلال اختراقات هنا وهناك في مجالات بحثية أو إدارية أو إيجاد قيادات في عدة مجالات أو إيجاد بيئة صالحة للبحث والتطبيق كهذه المراكز إذا ما حالفها الحظ في أناس يحترمون المهنة والمسؤولية، كما أن أحد أسباب النجاح هو إيجاد المثال الصالح والقدوة الحسنة لذلك فإن تطبيق خطة عمل كهذه قد يكون مثالاً ناجحاً يمكن تطبيقه على مراكز أبحاث أخرى في علم الجينات أو الذرة أو المياه أو الفضاء أو غيرها من مجالات البحث والتطبيق الحيوية والحاسمة في السباق الاقتصادي. بهذا التبرع اللافت أخذ الملك بخطوة قيادية في الاتجاه الصحيح، يبقى دور الجهات الأكاديمية والرقابية والبحثية ذات العلاقة للحفاظ على الأمانة الأكاديمية والذمة المالية. فهل سيكون لدينا مركز أبحاث تقنية النانو نفتخر به جميعا وطريقة عمل منهجية بعد عدة سنوات، أم أننا سننتظر تبرعاً ملكياً آخر لأن البعض لم يكن في المستوى المطلوب للاستفادة منه؟ ستكشف السنوات القليلة المقبلة من أسهم في إيجاد مركز وطني ناجح، وهل هؤلاء يستحقون هذا التبرع السخي؟ إنه تحدٍ
Publisher
صحيفة الاقتصاديةVideo Number
437699Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
4838The name of the photographer
فواز بن محمد الفوازDate Of Publication
20070109Spatial
السعوديةالرياض - السعودية