منتزه الملك عبدالله الساحلي

Abstract

منتزه الملك عبدالله الساحلي بكل سعادة قرأت خبر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتحويل الواجهة البحرية في شرم أبحر إلى بحر مفتوح لأهالي وزوار جدة (جريدة المدينة في 30 صفر 1430هـ). هذه هدية أخرى ثمينة من ملك يحب شعبَه ويحبه شعبُه، هدية تحتاجها جدة كأشد ما تكون الحاجة. وتبادر إلى ذهني أن من الأولى أن يطلق على هذا المشروع اسم «منـتـزه – أو متـنـزه- الملك عبد الله الساحلي» شريطة أن يتم إخراجه على أعلى مستوى من التخطيط الرفيع والجمال لكي يكون جديرا بهذا الاسم. وقد يكون شرم أبحر موقعا من عدة مواقع على الساحل تشكل منظومة تحت هذا المسمى.لكي يخرج هذا المشروع على أفضل وجه أملنا ألا تستأثر أمانة جدة باتخاذ القرار وحدها فيما يخص تصميمه أو إخراجه. فمع احترامي وتقديري لكل مسؤول في أمانة جدة، لا أعتقد أن الأمانة أثبتت أنها تستطيع أن تخرج مشروعا على المستوى العالمي المطلوب بل نخشى أن يصيب هذا المشروع ما أصاب بقية كورنيش جدة الذي أصبح مضرب المثل في تشويه ما كان جميلا وحجب ما كان مفتوحا واحتكار ما كان متاحا وتلويث ما كان نقيا. كما نخشى أن يطغى الجانب الاستثماري على المشروع، فتعتبره الأمانة هدية لها تستغله في توليد أعلى دخل ممكن، وهذا بالفعل ما ينم عنه نموذج التصميم المنشور مع الخبر وكذلك ما جاء على لسان مندوب الأمانة من العزم على إقامة مركز للاحتفالات وقرية تراثية وفندق للاستثمار ومسرح مغلق وآخر مفتوح يتسع لعشرة آلاف شخص ومدرّجات ولسان ممتد في البحر للألعاب النارية، ولو تم بناء كل ذلك فقل على شرم أبحر السلام إذ لن يبقى منه شيء، بل سيصبح أكثر تعقيدا وازدحاما وتلوثا وانغلاقا. وسيصبح غابة أسمنتية قبيحة. سمة المشروع يجب أن تكون، كما جاء في التوجيه الملكي الكريم، البحر المفتوح للأهالي والزوار، والتصميم الأمثل والأجمل، في رأيي، لا بد أن يخضع لمواصفات ومسلمات هي أبعد ما تكون عما تقترحه الأمانة. أما التركيز على الجانب الاستثماري فلا يجب مطلقا أن يكون على حساب متعة المواطنين وراحتهم وحقهم في التنزه والترفيه. هناك شروط أساسية للمتـنـزهات الطبيعية الساحلية منها عدم ردم البحر أو تجريفه (حفره) أو إتلاف رماله، عدم إنشاء أي مبان تعيق رؤية البحر وتحجب نسيمه أو تطغى عليه بألوان صارخة، إتاحة رؤية البحر من أكبر عدد ممكن من الزوايا وتمكين القادمين من رؤيته من بعيد بحيث يشعرون أنه يستقبلهم، تنظيم الطرق والممرات والجلسات ومواقف السيارات بطريقة جميلة وآمنة، إبعاد كل ما ينتج مخرجات ملوثة أو إزعاج مثل المباني السكنية والآليات، الحفاظ على نظافة المياه وبقائها صالحة للسباحة الآمنة بعيدا عن خطر القوارب السريعة والجت سكي. تقليص المباني الخدمية إلى أقصى حد ممكن، فالمتـنـزه ليس هدفه الأول الأكل أو النوم أو الإقامة، هذه الأشياء لها أماكن أخرى. الالتزام بهذه الشروط سيحافظ على طبيعة وجمال المنـتـزه، كما أنه سيوفر الكثير من المبالغ التي ستصرف بلا داعي. يقودني هذا إلى اقتراح أن يوكل تصميم هذا المنتزه إلى شركة أو مؤسسة عالمية مؤهلة ومشهود لها في تصميم المنتـزهات البلدية والوطنية، شركة من أكثر البلاد تقدما في التعامل مع الشواطئ وإبراز جمالها. شركة سبق أن صممت مشاريع يرتادها السياح من جميع أنحاء العالم فيشعرون بالارتياح، ويتمنون العودة مرات ومرات. شركة تدرك أن أجمل ما في الكون من لوحات هو ما أبدعه الخالق عز وجل، من زرقة البحر وعجائب مخلوقاته ونقاء هوائه ونعومة رماله وما يكمّل ذلك من خضرة النبات وألوان الزهور. وأن كل ما هو مطلوب في المشاريع الطبيعية هو إبرازها في الإطار المناسب والمحافظة عليها وحمايتها مثل ما يتم عند عرض جوهرة ثمينة. و يجب أن يكون للبيئيين والفنانين وليس للمقاولين والمستثمرين الكلمة الأولى في اختيار الشركة المنفذة لإخراج هذا المشروع واختيار أفضل التصاميم المقترحة. أهالي جدة احتملوا أكثر مما يطاق من سوء التخطيط والاعتداء على بحرهم حتى أصبح الكثير منهم يضطرون للسفر لمسافات بعيدة للاستمتاع ببقعة على الشاطئ مثل ما كان متوفرا في الماضي وسط مدينتهم. وقد آن الأوان لكي تستمع الأمانة إلى صوتهم وتخفف من معاناتهم، ولن يتأتى ذلك إلا بتغيير نظرتها الاستثمارية إلى الشاطئ. وها هي الآن فرصة تاريخية قد لا تتكرر لكي يرى أهالي جدة وزوارها شرم أبحر يستعيد شيئا من طبيعته وجماله السابقين.أميرنا المحبوب خالد الفيصل: نتمنى ألا تبخل على هذا المشروع بلمساتك الفنية وتوجيهاتك الصائبة مثل ما فعلت منذ سنوات طويلة عند إخراج منـتـزه عسير الوطني بحيث ظهر متناسقا مع البيئة، بسيطا، جميلا، جذابا.للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة