العلاقات السعودية - التركية .. آفاق مستقبلية

Abstract

في البيان الصادر من الديوان الملكي عن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - والتي بدأت يوم أمس الثلاثاء وردت فقرة توضح هدف الزيارة حيث تنص:( وتهدف هذه الزيارة الرسمية إلى بحث العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها في كافة المجالات، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك). • وكنا يوم أمس تناولنا بالتحليل والقراءة ما يمكن أن تثمر عنه هذه الزيارة التاريخية في سير الأحداث والقضايا الإقليمية والدولية التي تمس مصالح واهتمامات المملكة العربية السعودية، والجمهورية التركية. وفي مقال اليوم يتوجب التركيز على الجانب الأول من بيان الديوان الملكي، وهو مجال العلاقات الثنائية وتعزيزها، واستثمار كل العوامل الممكنة؛ لتنعكس على طبيعة العلاقة ازدهارًا ورخاءً للدولتين ولشعبيهما. • قواسم مشتركة عديدة تربط المملكة وتركيا، وفي مقدمتها العوامل الدينية والتاريخية. فالبلدان مسلمان، وانتقال وسفر المواطنين الأتراك للمقدسات الإسلامية في مكة المكرمة - شرفها الله - والمدينة المنورة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - تغطي شهور العام كله. والتجربة التركية في تنظيم الحجاج الأتراك كانت - ومنذ فترات مبكرة - من أفضل التجارب للدول الإسلامية قاطبة، وهو ما ساعد ويساعد الأجهزة السعودية المعنية بالحج من وزارة الحج، إلى وزارة النقل والمواصلات، إلى وزارة الداخلية في تقديم خدمة مميزة وميسرة لكل حاج. • ومن المعلوم أن قضية وعي الحجاج والتزامهم بالتعاليم والأنظمة التي تضعها المملكة، أصبحت من أعقد وأهم القضايا في تيسير شؤون الحجاج وأدائهم للشعائر. فالمملكة - فوق كل ادِّعاء، أو محاولة نيل- تقدم برضا وقناعة خدمات تفوق الوصف لضيوف بيت الله الحرام، وهي في حاجة ماسة إلى تعاون كافة الدول الإسلامية في توعية وتنظيم حجاجها إلى الأراضي المقدسة، ليس لزيادة مباهاة المملكة وتفاخرها، أو لدعم وتحسين صورة المملكة كخادمة للحرمين الشريفين.. فهذا واجب تدركه المملكة، ولا تمنُّ به على أحد. ولكن تسهيلاً وتيسيرًا لضيوف الرحمن أنفسهم، ومنعًا لتعرضهم لصعوبات وعوائق تبعدهم عن هدفهم الأساسي، وهو أداء الفريضة، وكسب رضوان الله عز وجل. وأتذكر في هذا السياق- وقبل سنوات - عندما كنت رئيسًا لتحرير جريدة (الندوة)، حضرت مؤتمرًا عقدته وزارة الحج ، بالتعاون مع الحكومة الماليزية لبحث سبل وأساليب توعية....