الإعلام العربي وسياسة المجهر الاسود !
التاريخ
2006-07-28التاريخ الهجرى
14270703المؤلف
الخلاصة
د. نجلاء أحمد السويل عندما أصدرت المملكة العربية السعودية بيانها الأول فيما يتعلق ببداية الهجوم الإسرائيلي على لبنان, الذي وجهت فيه المملكة انتقادها إلى بعض الفئات التي قامت بخطوات غير محسوبة أو غير مقدرة للعواقب التي تسببت في خلق ذريعة أمام العدو الصهيوني لأن يضرب الأراضي اللبنانية فقد شن العديد من الجهات الإعلامية المتمثلة في مختلف المحطات الفضائية وعبر ألسنة عشرات من المحللين السياسيين العرب حربا إعلامية سعت جاهدة إلى تحوير البيان السعودي وفق أغراض وأطماع معينة تسعى إليها بعض الأطراف التي تربصت فقط لتشكك في نيات المملكة تجاه القضية اللبنانية, بل الأدهى من ذلك أن البعض وصلت بهم سذاجة الإقناع الإعلامي إلى أن جعلوا من البيان السعودي غطاء عربيا أعطى إسرائيل الضوء الأخضر للاستمرار في ضرب الأراضي اللبنانية, بكل بساطة يقلبون الموازين وفقما يتفق الأمر معهم منطلقين من المبدأ الذي ينادي دائما بـ إن لم تكن معي فأنت ضدي, هو مبدأ يمزق كل الأوردة السياسية في الوصول إلى رؤية دبلوماسية بعيدة عن لهجة العنف التي تفرضها ديكتاتورية (مع أو ضد). إن سياسة المملكة الخارجية عرفت تاريخيا بالاتزان والمنطقية والعقلانية في أكثر المواقف تأزما, وفي أشدها حرجا, وفي التحرك السريع نحو الهدف, وذلك بأقل الخسائر, ليست على المملكة وحدها فحسب, ولكن على الشرق الأوسط ككل, وهنا أتساءل: أين الإعلام العربي, ولماذا يتعمد تشويه مواقف المملكة السابقة والدائمة في دعم القضايا العربية والإسلامية من أجل تفعيل السلام؟ بل أين الإعلام العربي في الإشادة والتصفيق للمملكة في الجهود الراهنة والجبارة التي تبذلها سياسيا, وذلك انطلاقا من المبادرة التي طرحت ومن ثم أجهضت, ومبعوثي المملكة الذين توجهوا إلى الدول دائمة العضوية والتي أعقبها البيان الصادر من الديوان الملكي الذي يحذر من استمرار القصف الإسرائيلي على لبنان؟ كل تلك المساعي الحثيثة لحل الأزمة على الأراضي اللبنانية, ألا تستحق أن تتصدر منافذ الإعلام العربي انطلاقا من مبدأ استخدام المجهر الذي سلط على التشكيك في نيات المملكة تجاه دينها وعروبتها وبالشدة نفسها التي تسلط نحو الإساءة, أم أننا نحن العرب تعودنا على المزايدات, لكي نعيش أمة منشقة لا نسلط فيها السلاح على عدونا الحقيقي وإنما نتباهى بإشهار أسلحتنا المادية والمعنوية في وجوه بعضنا عندما نتصيد ما يمكن أن نحوره لخلق العداء حتى في أشد الظروف حرجا؟ إن المملكة سعت وتسعى إلى تحقيق وحدة الموقف العربي ولا توجد ولن توجد أي دولة عربية تعطي وتبذل كما تبذل المملكة, خاصة في ظل الاختناق السياسي الذي تشهده المنطقة والذي أفرزه العدوان الإسرائيلي على لبنان فأتى ليدوس جرح الجسد العربي الذي ينزف بين فلسطين والعراق, وليس حكومة المملكة العربية السعودية هي التي تبذل وتقدم كل شيء فحسب, بل إن الشعب أيضا قدم الغالي والنفيس في حملة التبرعات التي أطلقها ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين, حفظه الله, من أجل مساندة إخواننا اللبنانيين, أزاح الله عنهم وكل العرب والمسلمين هذه الغمة, ولكن هل سيسجل الإعلام العربي هذه الجوهرة الهرمية عبر فضائياته كما تستحق أن تكون؟
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
436889النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
4673المؤلف
نجلاء أحمد السويلتاريخ النشر
20060728الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العراق
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بغداد - العراق
بيروت - لبنان