فاجاتني .. ملاك !
Date
10-10-2005xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14260907Author
Abstract
في البداية أود الإشارة إلى أن الموقف التالي ليس خاصاً ب(ملاك).. بل هو موقف يتشابه فيه جميع الأطفال لدينا.. وملاك هي الحلم.. الأمل.. البسمة النقية الطاهرة في حياتي، وحياة هذا الوطن مثل كل زهرات المجتمع.. ملاك هي فتاة صغيرة تقرأ المملكة بعيون مختلفة مغايرة لقراءتنا نحن لها.. استشعرت منها ومن نظيراتها ذلك.. تقرؤها بحب صارخ غير دفين.. جريء.. قوي.. حب تنثره بعيونها.. فرحة على كل زاوية ومدينة.. حب يعيد صياغة الكلمة بمضمونها ومفهومها.. حب انطلق ليبدو وكأنه انتصار للوقت والمشاعر والأمل.. أمل.. مليء مفعم بقوة ندية.. نقية.. محفّزة لكل مشاعر من كان يراها يوم الاحتفال بالعيد الوطني للمملكة.. ملاك.. هي ابنتي الصغيرة التي أبكتني.. وهزّتني.. وفاجأتني بما لم أكن أتوقعه يوماً أو أتخيّله.. لقد كنت دائم التردد حينما أعلن عن الاحتفال بالعيد الوطني.. لنا.. لكم.. لي.. لها.. كنت متخوِّفاً.. قلقاً.. فرحاً.. مضطرباً.. لا لشيء سوى لأنني ومثلي كثير.. فقدوا السيطرة على مشاعرهم.. كيف سيبدو هذا اليوم.. كانت تطرح الأسئلة.. في داخلنا قبل أن تنطقها ألسنتنا.. كيف سيصبح هذا اليوم؟.. بترقب كنا نرتعش من اللهفة.. ما الذي سنفعله.. كيف سنخطو.. كيف سنتفاعل..؟ أسئلة سهلة كما قد تبدو في ظاهرها.. صعبة كما قد تفهم في مجملها.. حتى فوجئت بملاك.. وبصوتها المرح المتحمّس الفرح.. يقتحم عليَّ صمتي.. ليهزني حباً.. صوت رايته يتجسَّد ويتوحَّد عشقاً مع وطنٍ.. غالٍ.. ثمينٍ.. شريفٍ.. نادتني بكلمات متلعثمة من فرط فرحها.. جاءت كلماتها متدفقة دونما افتعال.. قالت.. يا بابا أريدك أن تنزل معنا لأشتري صوراً.. لوالديَّ عبدالله.. وسلطان.. ولعلم المملكة.. أريد أن أزين سيارتنا بهذه الصور والبوسترات.. أريد أن أخرج إلى الشوارع.. انطلق.. أشم هواء هذا البلد كما لم أفعل من قبل.. الأصعب في هذا الموقف.. هو حينما جئت لأدفع لها ثمن ما اشترته من المكتبة.. رغم تعمُّدها جعلي أدفع مراراً لأشياء أخذت ثمنها مسبقاً.. إلا أنني وجدتها هذه المرة تمسك يدي وبقوة.. شعرت بقبضتها الصغيرة صلبة كالصخر.. تعجبت كيف لرقتها أن تتحوَّل إلى قوة تصل إلى هذا الحد المؤلم لي أنا أقرب الناس إليها.. تعجبت من موقفها.. ذُهل البائع.. خرجت الكلمات من فمها بحزم وحسم قائلة.. بابا.. أنا من سيدفع ثمن هذه الصور والبوسترات والأعلام.. أنا السعودية ابن السعودي.. استمعت إليها بفرح.. ضممتها.. قبّلتها.. وددت وقتها أن أركض وأنا ممسك بيدها.. داخل الشوارع والأزقة والبيوت.. داخل المدارس وتحت أعتاب المنابر.. داخل المصانع والمزارع.. وددت لو لامست بوجهها كل هواء هذا الوطن العظيم.. وددت لو سمع صوتي كل قاصٍ ودانٍ.. شعرت وقتها أنني جندي يدافع عن تراب وطنه وشرفه.. عامل يجتهد في مصنعه.. طبيب يسهر على راحة مرضاه.. معلم في مدرسته.. راعٍ في باديته.. تاجر.. طالب.. حرفي.. اختلطت عليَّ المشاعر وفاجأتني بحق.. إن ملاك ليست حالة خاصة.. بل هي نموذج لملايين الأطفال لدينا الذين يتشابهون معها في نفس الإحساس ونفس ردة الفعل.. والقرار الحكيم الذي اتخذته حكومتنا الرشيدة بالاحتفال باليوم الوطني ولأول مرة كفيل بتغذية الانتماء لدى الجيل الجديد من أبنائنا.. وإن كان هذا القول لا يتعارض مطلقاً مع إحساسنا المسبق بحب الوطن.. بل هو داعم وصورة وقراءة جديدة له.. وهذا ما كنا ندعو إليه منذ فترة طويلة لأن مثل هذه المؤشرات لها دلائلها وتغرس في النفوس أشياء كثيرة قد تبدو لنا صغيرة الآن، لكنها على المدى الطويل ومع استمراريتها تنمي وتفعّل الخوف على الوطن.. ولعلها وهذا ما نثق فيه جميعاً - بإذن الله - تكون رافداً من روافد كثيرة نعمل عليها لنتخلص من تلك الفئة الشريرة التي استغلت أبناءنا وحوَّلت البعض منهم إلى أداة تفجير وقتل كما رأينا خلال الأحداث التي شهدتها المملكة في الفترة السابقة.. ليحفظك الله يا وطن.. ويحفظ رجالك وأبناءك وترابك من كل كيد أو ضغينة.. آمين يا رب العالمين.
Publisher
صحيفة الجزيرةVideo Number
439573Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
12065Personals
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
ملاك مساعد الخميس
Topics
الاخلاق الاسلاميةالسعودية - الاحوال السياسية
القيم الاسلامية
المجتمع السعودي
اليوم الوطني
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
The name of the photographer
مساعد الخميسDate Of Publication
20051010Spatial
السعوديةالرياض - السعودية