نساء الشـرقية على الطـريق!

Abstract

د.عادل بن احمد يوسف الصالح نساء الشـرقية على الطـريق!د.عادل بن احمد يوسف الصالح «نساء الشرقية قادمات» .. كان هذا هو عنوان المقال الذي كتبته قبل نحو 5 أشهر ونشرته جريدة (اليوم) في عددها رقم «12970»، والذي استعرضت فيه آنذاك العديد من الخطوات والمبادرات التي قامت بها نساء المنطقة الشرقية، إسهاما منهن في النهوض بمجتمعهن على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وذلك فيما كان عام 2008 يسارع الخطى ليطوي آخر أيامه .. صورة هذا المقال قفزت أمامي جملة واحدة وكأني كتبته أمس بينما كنت أطالع خبرا نشرته جريدة (اليوم) عن زيارة وفد من نساء الشرقية لمجلس الشورى في عددها يوم الثلاثاء 2 يونيو، حقيقة عندما رأيت الخبر سعدت وعندما قرأت تفاصيله كانت سعادتي أكبر، وأنا اليوم أؤكد مجددا أن نساء الشرقية يسِرن على الطريق الصحيح، فأصبحن يعرفن ما يردن ويخططن لإنجازه، فزيارة الوفد النسائي لمجلس الشورى ليست فقط للزيارة في حد ذاتها، بل ذهب الوفد وهن يحملن في معيتهن جعبة مطالبة ويعرفن كيف يقنعن الآخرين بمطالبهن، فعندما اقترحن إنشاء هيئة متخصصة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، كن يدركن جيدا الدور الكبير الذي تلعبه المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد المحلي، ويعرفن ماذا يردن بالتحديد، وعندما اقترحن إنشاء مراكز التربية القيادية في جميع أنحاء المملكة أو إدراج برامج التربية القيادية ضمن المناهج المدرسية التعليمية كُن يخططن لما هو أبعد من الشرقية، يخططن لكل نساء المملكة لإدراكهن أهمية تزويد الشابات بثقافة القيادة التي تؤهلهن ليكنّ رائدات مؤهلات يمتلكن أدواته الذاتية لقيادة وصناعة المستقبل. مثل هذه الأفكار وهذه المقترحات ما كانت لتخرج للنور لولا دعم ولاة الأمر في المملكة ومباركتهم خطوات المرأة السعودية لتحقيق المزيد من النجاح والاستقلالية لتساهم مساهمة فعّالة في تنمية بلدها، فالمرأة نصف المجتمع، وبالتالي فإن تمكينها وتأهيلها ومساعدتها في إنجاز طموحاتها تنعكس على إنتاجية المجتمع بأسره طالما لا ترتكب أي مخالفات شرعية. إن كنت خصصت مقالي لإلقاء الضوء على نماذج مشرّفة من نساء الشرقية، فإني لأنتهز الفرصة وأضم صوتي إلى الكثيرين ممن يريدون لهذا البلد الخيّر، ولنسائها مزيدا من التقدم، وأتمنى أن أرى قريبا المرأة ناخبة ومرشّحة في الانتخابات البلدية القادمة، وهي خطوة طال انتظارها للكثير من النساء، ونعلم جيدا أن قيادتنا الحكيمة تعرف متى تتخذ القرار المناسب في هذا الشأن في الوقت المناسب، ولكن كل التجارب أثبتت أن المرأة في بلادنا أصبحت مؤهلة للقيام بالكثير من الأدوار كانت حكرا على الرجال في السابق. ويكفي أن مجلة التايم الأمريكية اختارت نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات نورة الفايز ضمن قائمة الـ100 شخصية الأكثر نفوذا في العالم، بل احتلت الفايز المرتبة الـ11 لتسبق الرئيسين الأمريكي والفرنسي، حيث جاء أوباما في المرتبة الـ20 وساركوزي في الـ14، تلك الفرصة التي منحها إياها خادم الحرمين الشريفين بتعيينها في منصبها، هي دعم لكل نساء السعودية، وجميع النساء في المملكة ينتظرن الخير كل الخير من خادم الحرمين الشريفين، لأنهن يعلمن جيدا أنه يضع مصلحة الجميع نصب عينيه، وفّق الله ولي أمرنا إلى ما فيه خير البلاد والعباد. Dr.adelalsaleh@yahoo.com